حياة الأمة بعلمائها ، فهم ميزان الأمة ، إختارهم الله فأودع العلم في صدورهم ، وجعلهم قادة خير وإرشاد .
فإذا فقدت الأمة علمائها إتخذ الناس جهالا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.
ومن العلماء الصالحين في عصرنا والذي شهدله التاريخ في المسجد النبوي الشريف الشيخ عبد القادر شيبة الحمد ، مصري المولد والمنشأ في ٢٠ جمادى الثاني ١٣٣٩هـ سعودي المهاجر والمستقر.
إن المملكة العربية السعودية حريصة على تكريم العلماء لأنها هي رسالتها منذ نعومة أظفارها ، من هنا نال الشيخ شيبة الحمد التقدير والإحترام من الملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - فمنحه الجنسية السعودية بعد الإنتقال من مصر إلى المملكة العربية السعودية.
والشيخ من خريجي الجامع الأزهر في كلية الشريعة ، وحصل على الشهادة القديمة، فأزهريته مكنته من الإختيار للتدريس بكليتي الشريعة واللغة العربية في الرياض ١٣٧٦هـ.
وبعد افتتاح الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كان من ضمن المشايخ الذين تم اختيارهم للتدريس وكان ذلك في ١٣٨٢هـ.
أثناء دراستي في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كنت حريصا على حضور حلقته العلمية في المسجد النبوي الشريف بعد المغرب وسط أجواء روحانية أمام فقيه محدث واعظ مرشد .
لقي الشيخ ترحيبا من المدينة وأهلها ولاسيما إمارة المدينة المنورة بأميرها ثم بالحرم النبوي بأئمتها وعلمائها كلهم وضعوه في موضع التكريم.
أما على المستوى الرسمي فمشاركته كانت مستمرة على إذاعة نداء الإسلام من مكة المكرمة ، كما كان مشاركا أيضا في برامج كثيرة على التلفزيون السعودي.
وقدم للمكتبة الإسلامية ثروة علمية ، ومن أبرز كتبه :
١- إمتاع العقول بروضة الأصول في أصول الفقه.
٢- القصص الحق في سيرة سيد الخلق
٣- إثبات القياس في الشريعة الإسلامية والرد على منكريه .
وبعد عمر قضاها في خدمة دين الله قولا وتأليفا وعملا وافاه الأجل المحتوم ، وصليت عليه صلاة الجنازة في ٢٣ من رمضان ١٤٤٠هـ بعد صلاة العصر في جامع الملك خالد في أم الحمام ، والدفن في مقبرة الشمال.
وبموته فقد المسجد النبوي كوكباً من كواكبه الدوري.
بقلم الشيخ : نورالدين محمد طويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا.