رثى الأستاذ صالح بن سعد النفيسة، نسيبه الدكتور فهد بن أحمد الشعلان الذي توفي يوم الخميس الماضي، بكلمات مؤثرة ودعه فيها، بعد مرض عضال ألم به قرابة العامين، وقد أحدث ذلك غصة وحرقة في قلوب محبيه وأقاربه وأصدقائه.
وقال النفسية: الفقيد -رحمه الله- قضى سنين عمره في خدمة دينه ومليكه ووطنه ضابطاً، وكاتباً، ومؤلفاً، وقائداً لكلية الملك فهد الأمنية، ومستشاراً في مكتب سمو وزير الداخلية، وأكاديمياً (أستاذ دكتور) في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
وتابع: تخرج على يده المئات من الضباط، وأنجز العشرات من الكتب والمقالات والدراسات والمؤلفات في الأمن والإدارة والاستراتيجيات، ولعل من أبرزها كتابه عن إدارة الأزمات، وأشرف على عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه، وكان محل ثقة ولاة الأمر فيما كلف به من مهمات وأعمال وتقدير واحترام زملائه وتلاميذه.
وأضاف: عرف -رحمه الله- بكرم الأخلاق، والبشاشة، ورحابة الصدر، والوقوف إلى جانب المحتاجين، وحل مشكلاتهم بما له من علاقات وجاه بالشفاعة الحسنة, حيث شرفت بمعرفته بزواجي من شقيقته قبل أربعة وعشرين عاماً، كان لي الأخ الكبير الناصح الذي لم تلده أمي بحكمته، وحسن معشره، ولطف حديثه.
وذكر النفيسة أبياتاً معبرة أرسلها الفقيد في بدايات مرضه قبل عامين، وكأن به يستشرف مستقبله مع مرضه ذكرها منها ما يلي:
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أن السعادة ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت بانيها
فأن بناها بخير طاب مسكنه وأن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة حتى سقاها الموت ساقيها
لا تركنن إلى الدنيا وما فيها فالموت لا شك يفنينا ويفنيها
لكل نفس وإن كانت على وجل من المنية آمال تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضها والنفس تنشرها والموت يطويها.