يظن البعض أنهم بتنازلهم عن بعض الثوابت أصبحوا وسطًا! ويظن البعض أنهم بتمييع دينهم وتصرفاتهم أصبحوا وسطيين! والحقيقة أن ما يعتقدونه ويفعلونه هذا ما هو إلا درب من دروب التفريط والغفلة والإساءة للمعنى الحقيقي والمعنى الشامل للوسطية وينحدرون نحو أضيق أنواع التفكير في المعنى الحقيقي للوسطية والإعتدال فنحن أمة وسط في التفكير والشعور ، لا تجمُد على ما علمت، وتغلق منافذ التجربة والمعرفة، ولا تتبع كذلك كل ناعق، وتقلد تقليد القردة المضحك، إنما تستمسك بما لديها من تصورات ومناهج وأصول؛ ثم تنظر في كل نَتاج للفكر والتجريب؛ وشعارها الدائم: الحقيقة ضالة المؤمن، أنى وجدها أخذها، في تثبت ويقين
فنحن أمة وسط في التنظيم والتنسيق، لا تدع الحياة كلها للمشاعر، والضمائر، ولا تدعها كذلك للتشريع والتأديب، إنما ترفع ضمائر البشر بالتوجيه والتهذيب، وتكفل نظام المجتمع بالتشريع والتأديب، وتزاوج بين هذه وتلك.
نحن أمة وسط في الارتباطات والعلاقات، لا تلغي شخصية الفرد ومقوماته، ولا تلاشي شخصيته في شخصية الجماعة أو الدولة؛ ولا تطلقه كذلك فرداً طمّعاً جشعاً، لا همَّ له إلا ذاته. إنما تجعل من الدوافع والطاقات ما يؤدي إلى الحركة والنماء، وتطلق من القيم والمبادئ ما يحقق شخصية الفرد وكيانه. ثم تضع من الحواجز ما يقف دون الغلو، ومن المنشطات ما يثير رغبة الفرد في خدمة الجماعة، وتقرر من التكاليف والواجبات ما يجعل الفرد خادماً للجماعة، والجماعة كافلة للفرد في تناسق واتساق.
فنحن أمة وسط في المكان؛ إذ ما تزال هذه الأمة التي غمر أرضها الإسلام إلى هذه اللحظة هي الأمة التي تتوسط أقطار الأرض بين شرق وغرب، وجنوب وشمال، وما تزال بموقعها هذا تشهد الناس جميعاً، وتشهد على الناس جميعاً؛ وتعطي ما عندها لأهل الأرض قاطبة؛ وعن طريقها تعبر ثمار الطبيعة، وثمار الروح والفكر من كل مكان؛ وتتحكم في هذه الحركة ماديها ومعنويها على السواء.
فنحن أمة وسط في الزمان، تُنهي عهد الجاهلية البشرية من قبلها؛ وتحرس عهد الرشد العقلي من بعدها. وتقف في الوسط، تزيل عن البشرية ما عَلِقَ بها من أوهام وخرافات من عهد جاهليتها ؛ وتصدها عن الفتنة بالعقل والهوى; وتزاوج بين تراثها الروحي من عهود الرسالات، ورصيدها العقلي المستمر في النماء؛ وتسير بها على الصراط السوي بين سائر الأمم
ختاماً: فإن من المهم أن نعلم، أن هذه الأمة أخذت مكانها ، الذي وهبه الله لها، ومنّ الله عليها بقيادة حكيمة سخرّت وقتها وجهدها لأجل خدمة هذه الأمة وأولت المواطن جل الاهتمام والعناية وكرّست إمكانياتها لخدمة الحرمين الشريفين وتوفير سبل الراحة للمواطن والمقيم.
هذا بالإضافة إلى الإصلاحات والقرارات الحكيمة التي اتخذتها القيادة في الوسطية ونبذ التطرف ودحر المغرضين الذين شوهوا صورة الإسلام بالتشدد.
- إمام المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة
- متحدث «الأرصاد»: أمطار غزيرة ورياح نشطة على المملكة قبل دخول الشتاء
- تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
- بلدية الخبراء تطرح ثلاث فرص استثمارية
- 5 ضربات ناجحة.. “الزكاة” تتصدَّى لتهريب 313,906 حبوب “كبتاجون” في الحديثة
- خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: لا تنجرفوا بأخلاقكم نحو مادية العصر واجعلوا الاحترام أساس علاقاتكم
- الاتحاد الدنماركي لكرة القدم يدعم استضافة المملكة مونديال 2034
- “تفاصيل الغياب” تبهر الجمهور وتثير الإعجاب في جدة
- تركي آل الشيخ يفوز بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير من MENA Effie Awards 2024
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
نحن أمة وسطاً
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3320575/