شهر مختلف عن بقية الأشهر الهجرية، شهر الصوم والاجتهاد في الطاعة، الشهر الذي نراه محطة نبدأ فيها ومنها لتربية النفس على الصبر والانضباط ورقة القلب، ترتقبه النفوس كل عام ونشتاق إليه قبل رحيله ...
كيف لا نشتاق إليه وفيه مائدة الإفطار والسحور بفانوسه المضيء والعودة إلى عادتنا وتقاليدنا الرمضانية، الكل يتفق على وجود العادات والتقاليد لكل منطقة في المملكة إلا أن المنطقة الشرقية والخليج وخاصة أهل البحرين والكويت لهم عادات وتقاليد مختلفة وجميلة في شهر الخير، فالغبقة والقرقيعان في أعلى هرم العادات والتقاليد الرمضانية في المنطقة الشرقية والخليج
يقول المؤرخ الكويتي خالد الرشيد عن تسمية القرقيعان في اللهجة الكويتية بهذا الاسم أتت من صوت القرقعة " قرقعة الطبول التي يستخدمها الصغار احتفاءً بهذه المناسبة " التي تكون عادة في ليلتي 14 و 15 من شهر رمضان وذلك بسبب اكتمال القمر
والمؤرخ البحريني خليل المريخي " بوطارق " كان له قول في الغبقة بأنها لقاء اجتماعي بين الأهل والمعارف لتناول الوليمة وتبادل الأحاديث والترفيه عن النفس وهناك غبقات خاصة للرجال وأخرى للنساء وثالثة للشباب وفي الآونة الأخيرة أصبحت مصطلح تسويقي في العديد من المطاعم لجذب عدد أكبر لمرتاديها.
في الخليج والمنطقة الشرقية وبالتحديد في "محافظة الأحساء " نجد اهتمام بالغ لمثل تلك العادات والتقاليد وخاصة القرقيعان حيث يشهد تنظيم وإعداد من مجموعة رجال أو نساء منذ وقت مبكر يٌوزع فيها الهدايا والحلويات ويرتدون الأطفال ملابس مختلفة وسط أهازيج خاصة بهذه المناسبة وأجواء مليئة بالفرح والسرور.
الغبقة والقرقيعان عادات وتقاليد رمضانية إلا أن القرقيعان يأخذ طابع أكثر كموروث شعبي يشارك فيه أهالي الخليج رغم اختلاف مسمياته لبعض دول الخليج إضافة إلى اختلاف الأراء فيه ما بين مؤيد ومعارض ولكن ليس هذا بيت القصيد، علينا بطول النظر قليلاً والرؤية من جانب آخر في الاهتمام بتلك المناسبات التي تعكس آثار اجتماعية نفسية ترفيهية إيجابية في نفوس الأطفال والكبار وفق شريعتنا الإسلامية وعادتنا وتقاليدنا التي تحافظ على الذوق العام في مجتمعنا الخليجي هذا كل ما نريده ... وكل عام وأنتم بخير , ودمتم سالمين