يمضي الطالب الجامعي مابين أربع إلى خمس سنوات في الجامعة جداً واجتهاد وسهر وعناء وربما امتدت لفترة أطول يكون الطالب خلالها شبه مغترب بل الغالب مغترب عن أسرته !
وقد تكون هذه الأسرة اقتطعت جزء كبير من دخلها المتواضع الذي قد يكون مصدره " الضمان الاجتماعي " لتمنحه هذا الأبن عاقدة امالاً عريضة عليه بعد الله ، وتمر الأيام والسنون يراودهم حلم تخرج هذا الأبن من الجامعة ليكون سنداً وعوناً لهم في مواجه تكاليف الحياة ولعله يكون مصدر ورافد اقتصادي يعوض بعض ماقدمته تلك الأسرة في سببل أن تراه يؤدي دوره الذي اعدته له.
ولكن الصدمة والخيبة تلطم ذاك الأبن وتلك الأسرة عندما تنهار حصون تلك السنون الجامعية بلمح البصر أمام ساعة واحد من الزمن !
نعم أمام ساعة واحدة من الزمن فقط لتتبخر تلك الأحلام وتذهب أدراج الرياح!
فهل خطرت في بالكم تلك الساعة المشؤمة ومدى قسوتها وظلمها الكئيب؟
بالتأكيد وبلا شك الكل يتبادر إلى ذهنه ساعة دخول اختبار ( قياس ) فهي الفاصل بين الفرح والشقاء وهي الجدار المنيع بين تحقيق الأحلام وضياعها !
من المؤسف والمحزن أن هذه الساعة مقيد بها مصير سهر وجهد وكد سنوات في دروب العلم ، فإما اجتازوا حصول على بطاقة التأهل الوظيفي أو الفشل وانهيار بناء استمر لسنوات وآلاف من الساعات!
إنها ساعة كتم الأنفاس والتي تطارد بشبحها ذلك الخريج وتلك الأسرة الكادحة التي ربما اختارت وفرضت على الأبن تخصص شاق يضاعف الجهد على عاتقه لأن سوق العمل يطلب ذلك التخصص وهو أحد الضمانات الوظيفية الجاهزة بعد التخرج !!
ومن المفارقات العجيبة ان هذا الاختبار " قياس وضياع الأنفاس " قد يجتازه شخص بسيط في قدراته وتنفتح أمامه أبواب العمل على مصراعيها ويتعثر فيه مبدع وتنغلق أمامه كل الأبواب ليحمل لقب عاطل بكل جدارة وتتحول درجته العلمية إلى لوحة حائط ينسج عليها العنكبوت خيوط الوهن!!
أتسأل بمعية مئات الآلاف من الطلاب والأسر ممن لطمهم وحطم آمالهم " اختبار قياس " والمقدر بساعة أو ساعتين ، ما الفائدة المرجوة من الدراسة الجامعية إذا كان مصير تلك السنوات مرتبط بساعة واحده كفيلة بتحطيم كل الحصون؟
لماذا لايتم إغلاق الجامعات ، وفتح جامعة تسمى جامعة " ساعة قياس " لتقلل عدد سنين الشقاء الماضية واللاحقة ، أو تفتح باب السعادة المبكرة فتمنح الخريج مصيره الوظيفي خلال تلك الساعة المصونة اختصارا لكثير من الجهد وضياع الوقت وكثيراً من هدر المال في بناء ذلك الأبن !
هل انغلقت الأفكار وحُجبت عن عقل صاحب القرار الكثير من الوسائل لتقيبم الخريج الجامعي ولم تتفتق عبقريته إلا عن هذا الاختبار " قياس " الذي أصبح شبح يطارد الشهادة الجامعية فيحولها إلى ركام تذروه الرياح أو العكس!
والذي يندرج تحت ظل المثل العامي " شختك بختك " ليعيش الخريج تحت سقف هذا المثل ويعايشه بكامل تفاصيله عندما يحصد جهد تلك السنون داخل أروقة الجامعة!!
ولماذا على الأقل لا يتم تقييمه ميدانياً من قبل الخريجين وأخذ انطباعهم ومدى رضاهم عن هذا الاختبار أو بالأصح حائط الصد ؟
دمتم بود ..
بقلم/ محمد بن جهز العوفي.
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
الحربي
29/04/2019 في 6:16 م[3] رابط التعليق
جميل اخوي محمد ولكن من يعي هذا
ولا حياة لمن تنادي ، قياس همه الأول
جمع المال ، قياس ليس له داعي فقد ظلم
الكثير ، ذكرتني أيام الدراسه يوم كنا ندرس
المعادلات س وص ? وهذه من أضاعت
حياتنا الدراسيه دون فائده ، فعلا حدث العاقل
بما يعقل .
تحياتي لك
(0)
(0)
محمد جهز
30/04/2019 في 9:02 م[3] رابط التعليق
أشكر مرورك اخوي الحربي.
ونتمنى من اصحاب القرار أن يعاد النظر في هذا الموضوع..
(0)
(0)
غير معروف
30/04/2019 في 2:09 م[3] رابط التعليق
بكل مجتهد نصيب وهذا النظام على الجميع…..
(0)
(0)
عبدالله الحربي
30/04/2019 في 2:10 م[3] رابط التعليق
لكل مجتهد نصيب وهذا النظام على الجميع…..
(0)
(0)
محمد جهز
01/05/2019 في 8:48 ص[3] رابط التعليق
وهل الانظمة ايات منزلة غير قابله لدارسة والتغيير إذا لم تحقق الهدف المأمول!!
ومن قال انه مخصص لفئة وليس للجميع؟!
في كل الاحوال وجهة نظرك نحترمها جداً ..
(0)
(0)