اعتصم آلاف السودانيين، اليوم الأحد، أمام مقر إقامة الرئيس السوداني عمر البشير في وسط العاصمة الخرطوم، بعد أن أقاموا الخيام هناك خلال الليل، في أعقاب أكبر مظاهرة خلال الاحتجاجات التي بدأت قبل أشهر.
وحاولت قوات الأمن فض الاعتصام الذي بدأ يوم أمس السبت، واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين؛ لكن محاولاتها لم تفلح وبقي الآلاف في المنطقة حتى صباح الأحد.
وذكرت وكالة السودان للأنباء (سونا) أن شخصًا واحدًا على الأقل توفي يوم السبت خلال أعمال شغب في أم درمان دون إعطاء تفاصيل عن سبب الوفاة.
ويبدو أن نجاح احتجاجات مماثلة، وإن كانت أكبر حجمًا، في الجزائر في إجبار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على التنحي الأسبوع الماضي قد شجع النشطاء السودانيين على الدعوة إلى احتجاجات يوم السبت للاحتفال بذكرى الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس جعفر النميري عام 1985 في أعقاب احتجاجات حاشدة على حكمه.
وحث المحتجون الجيش على الوقوف معهم مرة أخرى في محاولة لعزل البشير من السلطة، في حين يرفض البشير التنحي، وشدد على أن أي تغيير في السلطة يجب أن يتم عبر صناديق الانتخاب.
وإضافة إلى مقر إقامة البشير، تضم منطقة الاعتصام، أيضًا عددًا من المؤسسات الحيوية، مثل وزارة الدفاع ومقر جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني.
في المقابل، أكد مجلس الدفاع والأمن الوطني في السودان، بعد اجتماع برئاسة عمر البشير على ضرورة الاستماع إلى مطالب المتظاهرين، مشددًا على «أهمية جمع الصف الوطني وتحقيق السلام وتغليب صوت العقل لتجنيب البلاد الانزلاق نحو الفتن»، حسبما ذكرت وكالة السودان للأنباء.
وأكد المجلس أن «المحتجين يمثلون شريحة من شرائح المجتمع التي يجب الاستماع إلى رؤيتها ومطالبها»، مشيرًا إلى «حرص الحكومة على الاستمرار في الحوار مع الفئات كافة بما يحقق التراضي الوطني».
وفي سياق منفصل، أهابت السفارة السعودية في الخرطوم، بجميع السعوديين الزائرين والمقيمين بجمهورية السودان أخذ الحيطة والحذر.
وطالبت السفارة في الخرطوم، في تغريدة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، اليوم الأحد، بضرورة أخذ الحيطة والحذر والبعد عن مواقع المظاهرات مع الحرص على حمل إثبات الهوية لإبرازها إذا دعت الحاجة لذلك