بدعوة كريمة تلقاها الشاعر السعودي الأستاذ "عبدالعزيز الأزوري " من (النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر وكان ضيف الشرف في الأمسية الشعرية يوم الأربعاء االماضي ١٤٤٠/٧/٢٧بمقر الاتحاد بالزمالك .. مع الشاعر السوداني الكبير عبدالرؤوف بكر وقد صدح الشاعر " الأزوري" إبن مدينة الورد برائعة من روائعه نالت استحسان الحضور وصفق لها الجمهور كثيراً
(مصر ، وصية الله)
شعر عبدالعزيز الأزوري
(١)
تذكرت مصراً والطفولة والطلاّ
وحيث تطير الروح في ذكرها جذلا
إذا ما تناهى في الكنانة شاعرٌ
فلا القولُ منقوصٌ ولا القائل اعتلاّ
تحريتها والشوق يُفلتُ من يدي
كما يتحرَّى الصبحَ من يطلبُ الفُلاّ
وحيث تصبُّ الشعر خمراً بمهجتي
شربتُ، ولَم أُبقي بكاساتها فضلا
بفضل نداها أو بفضل شرابها
تجودُ وتستدني القصائد والرُّسْلا
(٢)
ثلاثون عاما فوقها عشرةٌ مضتْ
تذكرتهاً أُمّاً
تذكّرتُني طِفلا
وقفتُ طويلاً في المطار
محرجٌ
فكيف يعقّ الأُم من ذاقها مصلا
سَجَدْتُ بِهَا،
قبَّلتُ أقدَامَها النَّدى
وقَبلت وَادِيْها المُقدَّس والنِّيْلا
أقول لها:
والذكرياااااااااااتُ بعيدةٌ
لقد غرني عن وصلكِ الوقتَ والشُغْلا
تقول بقلب الأُمِّ والشوق ضمني الى صدرها:
أصبحت ياولدي أحلى
تكلفني ما لا أطيقُ .. وتشتهي
فتفتحُ لي غيماً
وتصعدُ بي نخلا
أقول لها كالطفلِ:
هذي مخيفةٌ
فتبسطُ لي حُضناً وتقطفُ لي ظلاّ
(٣)
سأُهدي لنهر النيل سيفي وناقتي
وأمزجُ في أمواجه البُنّ والهيلا
سأسألهُ عني،
وآخرِ سهرةٍ
وعن من هوى بعدي،
ومن ذوّبَ الكُحلا
على الرغم أن النيل يعرفُني
إذا رأى سُحنتي قالَ : اشتهيتُ لكم وصلا
فسلم على البطحاء أخبر قُريشها
حَفِظتُ لكم عهداً
شكرتُ لكُم عدلا
سأذهبُ بعد الحفلِ أُهديهِ ظبيةً
وأروي لهُ ما قال قيسٌ إلى ليلى
(٤)
مسخرةٌ للأرض ما نزلتْ سوى
لتُسدي لها عيناً
وتمنحها عقلا
مَنَارَاتُ علمٍ لِلحضَارَةِ أزهرت
معارفَ جمّا،
لم يزل كعبها الأعلا
لمفخرةِ الأهرام، كيف تشيّدتْ؟
وكنهيةِ الأجسادِ،
إذ كيف لاتَبلى؟
مسخرةٌ
تجري بما ينفع الورى
وما بلغواً قدراً لفكرتها الأعلى
يجيئون أفراداً
يجيئونَ معشراً
سنعرضُها للجنِّ،
فاللغزُ ما حُلاَّ !
وفيها نُحبُ الحب والبذل والندى
وننهلُ منها العلم والنسج والغزلا
ونشكو عقوق الخائنين وجورهم علينا
فنلقى عندها السعد والفألا
فطوبى لقومٍ ماكثينَ بأرضها
لقد ملئوا الدنيا
وقد حَمِدوا النّهْلا
فعندهمُ التاريخ لوحٌ مُخلدٌ
لأنهمُو
قد ختَّموا البَعْدَ والقَبْلا
ستبقى بلاد الله آيتها العلا
تجود وتعطي
لاجفاءً ولا بُخلا
وحيث أصوغ الشعر أهلاً لمدحها
أزوِّدُ نفسي في محبّتها حبلا
أحبك يا مصر العروبة وجهةً
أوجِّهُ شعري نحوها كلما صلاّ
لصوت الهوى
من (كوكب الشرق) ساهرٌ
فكم في الهوى كانت لنا الشاهدَ العدلا
هنا آل فضل الله طابت إقامتي
فيا رحلتي صبراً
وياسفري مهلا
فمن فرطِ ما التَّرحِيب
فطْرةُ أهْلهَا
بمِلءِ دَمِي سَمَّيتُها: (الأهْلَ والسَّهْلا)