نعم، أُحب تطبيق النظام، لكن ما حبيت طريقة تطبيقه الحالية .فعند التفكير في تطبيق أي نظام أو مشروع مستورد من تجارب الآخرين , من الأولى أنه يتم قراءة المشروع بشكل صحيح وتحليله لمعرفة مدى ايجابياته لتدعيمها وسلبياته لتلافيها،ولكن "ليس كمثله شيء"، أقصد تطبيقنا الوطني عندما كتبت مقالاً بصحيفتنا عكاظ (أبشر كلنا أبشر)، لأنه تطبيق حيوي ووطني خالص حير العالم بما فيه من نموذجية، عكست خطوة المرور لتطبيق نظام ساهر فهي خطوة ناجحة، وضع لكي يُقلل من الخسائر البشرية والمالية لمكتسبات الوطن، لكن بقلب غير راحم.. فقد كنا نُؤمن منذ فترة بسيطة، بأن التكنولوجيا والتقنية الحديثة لا يُمكن بأي حال أن تخطئ. خاصة وأن إدارة المرور قد وظفت في السنوات الأخيرة عدداً من التقنيات والعلوم الحديثة في عملها اليومي، عدا وجود رجل المرور بالشارع.
أجل كُنا ولا زلنا من المُؤيدين لنظام ساهر تحقيقاًللأهداف والمقاصد المُعلنة في تطبيقه، وكُنا نأمل تحقيق ذلك دون أي انعكاسات سلبية تكون سبباً في عدم تقبل المُجتمع له،وأصبح هناك العديد من الأخطاء التي ترتكب بحق الأبرياء خلال رصد وتسجيل المخالفات، والأهم عدم مراعاتها الظروف الطارئة، مثالاً حياً لمُقيم راتبه لا يتعدى 4 ألاف ريال، وعلى كاهله غربته وتكاليفها قاسية، ذهب إلى المشفى وقد تجاوز إشارة دون قصد ، فاستقبله ساهر بمخالفة(6122788796) في27/06/ 1440هـ، ثلاثة ألاف ريال أي ثلاثة أرباع راتبه الذي حُرم منه وأولاده هذا الشهر، شاكراً ما لقيه من مراجعي إدارة المرور بالرمال وتفاعلهم إذ طلبوا منه خطاب المشفى، ليُحضره بعد عناء، ناهيك عن تركه الدوام وغيرها من أعباء أخرى أهمها النفسية.. وعند تسلمه للمدير تحولت إلى اللجنة، ليقولوا له (راجعنا بعد أسبوعين) دون إعطاء سند له.
ومن خلال عهدي بساهر في مدينة الرياض، وهي أول المدن التي طُبق فيها النظام خرجت بمجموعة من الملاحظات والاقتراحاتأولاها الحملات التوعويةبجميع اللغات واستغلال ثورة التقنية في إعلاماً وإعلانًا، وكان بالإمكان تطبيق النظام بشكل تجريبي لمدة ما، على أن يم إرسال الرسائل للمخالفين لتنبيه قبل معاقبتهم بهذا الشكل، ولو وفق سيرة المخالف المرورية.
تأمل:سُئل هوميروس – صاحب الإلياذة والأوديسا – ذات يوم فهز رأسه موافقا السائل على ما اعتقده من جواب. كان الجميع حينئذ يؤمن بأن هوميروس لا يُخطئ، إلا أن تعاقب الأيام أثبت عكس ذلك، فضُرب بذلك المثل وقيل: "حتى هوميروس يخطئ". ومن اكتوى من ساهر دون أن يكون على خطأ فهو لن يُكِنَّ له الحب على الدوام. مع يقيننا أيضًا بأن هناك من الغاضبين والحانقين عليه من لم يكن معهم من الحق شيئًا، بل كانوا يستحقون العقوبة التي أوقعها عليهم النظام جراء مخالفاتهم المرورية.أملين خيراً في مسؤولينا وقياداتنا في ظل إنسانية شهد لها القاصي والداني لقيادة حكيمة لخادم الحرمين الشريفين، ورؤية حكيمة حمل قطارها ولي العهد -حفظهما الله- وسمو وزير الداخلية -سلمه الله-
وقفة: إن الإنسان هو الأصل بما خلق الله فيه من الرحمة، والتهديدات والنصائح والأجهزة والعقوبات ليست سوى قوة مساندة تعينه على تحسين عمله، حفظ الله وطننا وأعان رجال أمننا وسدد خطاهم.. آمين.
إبراهيم جلال فضلون
Ibrahim.glal@gmail.com
التعليقات 12
12 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
01/04/2019 في 10:42 ص[3] رابط التعليق
والله مقال من جد روعة بس ما هيرحموك
(0)
(1)
العلياني
01/04/2019 في 10:44 ص[3] رابط التعليق
المقال من جد جميل جداً وأنا معاه لابد من الرحمة شوي ومراعاة الظروف …
(0)
(1)
زائر
01/04/2019 في 7:23 م[3] رابط التعليق
ما في رحمة والله ليدفع والله يعوض عليه
(0)
(0)
زائر
01/04/2019 في 7:25 م[3] رابط التعليق
للأسف أبشر نظامي واصله وطني لو كان ساهر مثله لاختلفت الحياه
(0)
(1)
زائر
04/04/2019 في 9:11 ص[3] رابط التعليق
وشعرت بألم كبير تجاه رجل وهو يقول للشرطي: «هل تعلم أن راتبي التقاعدي هو (4600) ريال فقط؟ قال الشرطي: «أنا آسف يا أخي والنظام هو النظام». فتحسر الرجل وجات له ذبحة صدية …
(0)
(0)
زائر
04/04/2019 في 9:13 ص[3] رابط التعليق
النظام حلو ولكن المخالفات عالية.
(0)
(1)
زائر
04/04/2019 في 9:14 ص[3] رابط التعليق
أنا مع المقال من جد جميل الرحمة جيدة…
بصراحة، ساهر ممتاز لأنه (حد) من السرعة، وبدأ أغلب الناس يلتزمون بالسرعة القانونية، إلا أن رسوم المخالفات مبالغ فيها
(0)
(0)
زائر
04/04/2019 في 9:15 ص[3] رابط التعليق
رسوم المخالفات مبالغ فيها ولو ماسددت في وقتها تضاعف عليك المخالفة ويفرضون عليك حصارا لا تستطيع مخالفته مثل (ماتجدد رخصتك ولا استمارتك ولا بطاقتك أو جوازك، وما باقي أنك ما تتزوج) إلا بعد دفع المخالفات بالكامل حتى مافيه عندهم الدفع بالتقسيط».
هيدفع هيدفع وكان الله في العون إلا إذا جاءت رحمة ربه
(0)
(1)
د. هيا العوضي
04/04/2019 في 9:16 ص[3] رابط التعليق
قيمة المخالفة أكثر من طاقتنا والله الرحمة حلوة…
(0)
(1)
على البار
04/04/2019 في 9:16 ص[3] رابط التعليق
نظام (ساهر) ساعد في تقلص الحوادث إلا أنه كبد الجميع مبالغ كبيرة.. ويطالبون تخفيض المخالفات
(0)
(0)
زائر
04/04/2019 في 9:17 ص[3] رابط التعليق
عيوب #ساهر عدم التدرج في لوحات السرعة الإرشادية بين الشوارع… ولكن التنبية للمخالفات يكون الأول ما في رحمة
الله يعينك ويعوضك خير
(0)
(1)
زائر
23/04/2019 في 8:57 ص[3] رابط التعليق
مقال ممتاز …
وجاب ليهم بالرمال ورقة مستشفى ورغم ذلك دفع 3000 ريال والله حرام..
(0)
(0)