على الرصيف المقابل للمحلات التجارية الفخمة ، والأماكن المخصصة لبيع أجود أنواع التِبّر الصافي، والحلويات اللذيذة، والألعاب المختلفة..يجتمع بعض الأطفال المشردين على رصيف الفقر المتبلد!
المكان هامشي. يسرق أوقات هامشية.. رِثة الملابس لهم عنوان..
براءة تحتضر في عمر الزهور.. خطوات كئيبة لمستقبل مجهول على مسرح النسيان..
الدنيا كلها مسرح للجميع وللنسيان أيضاً!
مدرستهم الأرصفة، وتعليمهم نظرات المارة العابثة، هذا ينهرهم، وهذا يزدريهم بنظراته، وذاك يكتفي بالتعاطف، وآخر يعطيهم الفتات..
الحصول على قطعة حلوى حلم كبير، ولعبة الدُمّية التي لا تبرد في الشتاء أمل كل مساء..
الرصيف فراش حنبلي، والجدران أريكة بعد عناء البحث عن غذاء..
مؤشر الحرمان يرسل ومضاته الخاطفة.. إنظروا إليهم.. أجسادهم نحيلة، وأقدامهم حافية، وملامحهم مشردة.
وجبة ساخنة من المطعم البخاري تعد مناسبة كبيرة واحتفال بليلة عيد باذخ على ضفاف كورنيش يغني للترف والترفيه.
أبسط يدك أو أقبضها.. بالقليل أو بالكثير فسيعطونك أكثر مما تعطيهم .. سيمنحونك السعادة بأثر رجعي، وسيغسلون روحك من غريزة الشح وحب التملّك، ومع هذا لا تظن أنك أنت المعطي. أنت مجرد شاهد عطاء على ما قدمت يمينك.."يوم يقوم الأشهاد"
لا تنتظر حتى يكشفوا لك عن صدورهم، وتسقط عن ملامهم أوسمة الشهامة، وعزة النفس، وتتهدم جدران العفة.
أين يتواجدون؟
يتواجدون في المنطقة العمياء الفاصلة بين مكافحة التسول والتنمية الاجتماعية وبعض المؤسسات التابعة لها، وعلى رصيف متلبد لا يشتكي من ركض أقدامهم الحافية.
رصيف متبلد وطفل حافي
(0)
(0)وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3305301/
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
10/03/2019 في 3:14 م[3] رابط التعليق
مقال يلامس القلب شكراً ابو حسن ع مجهودك??
زائر
10/03/2019 في 3:27 م[3] رابط التعليق
التعليق
زائر
10/03/2019 في 3:46 م[3] رابط التعليق
وفقك الله أبا حسن ولك مني جزيل الشكر والتقدير
زائر
11/03/2019 في 8:44 ص[3] رابط التعليق
حقاً أنت الكاتب الذي طال انتظاره . مُبهر كما عودتنا في المقالات السابقة ابوحسن .
زائر
13/03/2019 في 9:00 م[3] رابط التعليق
كلام جميل يستحق النشر سلمت أناملك ابا حسن