ابتسامة فابتسامة فعطاء فعطاء ما تفعله يأتيك ولو بعد حين هذه سنة الله في الكون , لاتبديل لذلك ولو أُطبقت السماء على الأرض .
‏مذ كنت صغيراً قد جرى على مسامعنا ذاك الرجل الذي كان يحُسن في أناس فقراء فيفرج كربهم ويكفيهم حاجتهم ومما كان منه أن أعطاهم ناقة ... وفي يوم أثناء تناوله الماء وقع بالبئر ... وبقي في البئر واحد وعشرون يوماً وفي كل مساء كان يأتيه قدح لبن يشربه ... هذا ما أبقاه حياً يُرزق ... وفي يوم مر ركب ووجدوه وحين تماثل للعافية تذكر تلك الناقة التي أهداها للفقراء وكانت سبباً في نجاته وإذ بأبناء عمومته قد أخذوها من الفقراء فأرجعها لهم ... وكما تُعطي ستعطى .
‏تقول العلوم الحديثة كعلم التنمية البشرية التي تتبنى قانون الدوران وهو أن كل شيء ترسله يذهب ويدور ويعود لك من نفس النوع لذا هم يدفعون الناس بقولهم إذا أردت أن يُحبك الناس أحبهم أي اسأل نفسك ماقدمت لأنه سيعود لك من نفس النوع ، قال تعالى "هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ".
‏أن ماتفعله يعود إليك من نفس النوع ولكن بظروف مختلفة فليس شرط أن ذاك الشخص الذي أحسنت إليه في يوم من الضروري أن يُحسن لك والذي فردت له وجهك باسماً ليس من الضروري أن يكون هو نفس الشخص الذي يرد عليك بالمثل ، تلك التي قدمتها قد حُفظت لك في قدر شخص أخر ... سيبسُم لك ، وهي هي إنما تغير الظرف والمكان وربُما الأشخاص . هنا وها هنا نستطيع تفسير ما يحدث حولك بدقة مُتناهية فلا شيء يحدث صدفة وراء كل حدث قصة أو ربما رمز .
‏إذاً نُفسر أن من يغدر يأتي يوم ويغدر به وأن من يظلم سيُظلم .
‏أحياناً نحتاج من ينظر إلينا في وقت وحدتنا ... شدتنا ...
‏نحتاج من يشاركنا الابتسامة نحتاج من يشاركنا النجاح ...
‏ لكن هل ياترى نحن شاركنا أولئك لنستحق من يشاركنا الآن ... هل نحن شاركناهم الابتسامة ليشاركونا الآن ... هل نحن تقاسمنا معهم نكهة النجاج ليقاسمونا نخبه الآن ...
‏ما تفعله سيأتيك ... إن أفرحت ستفرح وإن أحزنت ستحزن وإن لم تُشارك الأخرين لحظاتهم سيأتي وقت لن يُشاركك أحد !
‏الأرض لا تَكُف عن الدوران .