في وقت قد بلغ ذروته في خطف الناشئة والشباب من محراب الوطن في تغيير المفاهيم ، وغرس الأفكار التي تخرج من عباب الوطن ، وتنمو على سطح أرضيّته بأغصانها المتطرفة في زمن الانفتاح الكبير ووسائل الاتصال التي لم يتوانى الأعداء والجماعات الإرهابية من اتخاذها طريقًا لهم ؛ للوصول إلى أبناء الوطن من خلال استغلال" ثغرة " مكّنتهم من الدخول وهي تجرُّ جيوشها وقواها الفكرية ؛ حتى سيطرت على أفكار بعض الناشئة وشباب الوطن في تقديم معلومات ومعارف ومفاهيم تُغيّر الفكر السليم النقي إلى فكر سقيم ، يتولد منه الكراهية والتشكيك في القيم والمبادىء الإسلامية التي تطبقها بلاد الحرمين الشريفين ، مستغلين في ذات الموقف عاطفة الناشئة والشباب المسلم الذي ولد على فطرة دينية إسلامية في بلدٍ قائم على تطبيق الشريعة الإسلامية المُستمِد من القرآن الكريم والسنة النبوية ، والتي جعلوا منها الأعداء خلق قصص وأكاذيب مُزيّفةً ،وأحكام تتمثل في موادهم المرئية عن طريق التواصل وخاصة تويتر والأشدُّ خطراً اليوتيوب .
وهُنا نُدرك خطر ذلك من خلال نشاط الناشئة والشباب الذين لا يروق لهم أن يتابعوا الشاشات التلفزيونية ومايُقدّم فيه من برامج توعوية أمنيّة توضح خطر الأعداء وسياستهم ، بسبب تعلقهم وارتباطهم الوثيق مع جهاز الجوال في جلّ أوقاتهم ؛ الذي عن طريقه يتلقى مقاطع يوتيوبية على مائدة وضعوا فيها مشروب التباس ومآكل يشدُّ الانتباه ، وسلطة نبات لايجعلون فيها محل شك للمائدة المُقدِّمة لهم ، ويبدأون بالتدرج في المتابعة اليومية حتى يكون الفكر مُستنسخ من أفكارهم ؛ وتحت إدارتهم.
وهُنا تدرك الجهات الأمنيّة والمجتمع خطر التطرف الفكري والإرهاب العنفي ، وتقوم في مواجهته ومحاربته حتى تُزيله من سطح الأرض ؛ لكن تبقى الجذور باقية ولديها الثغرة التي لم تُغلق المتمثلة في الفجوة بين التعليم وأمن الدولة ، ومن هُنا يُفترض أن يكون الحل عاجلًا ، وبإذن الله ثم بجهود أمن الدولة والتعليم إن قدموا على شراكة فعّالة تقوم على أنشطة مستمرة لاتنقطع داخل محيط المدارس في تفعيل دورها الذي يُعتبر الركيزة الأساسية بدعم أمن الدولة ، ويتمثل في توعية الطلاب والطالبات من خطر التطرف والإرهاب وتوضيح لهم كل مايُعرض من إساءة للدولة والمجتمع وأهدافهم التي يعملون عليها من تغيير مفاهيم ومبادىء إسلامية وتشكيك بالدولة حتى يجعلوا أبناء وبنات الوطن هُم من يحققون أهدافهم.
لذا لابد من الشراكة التي تُبرِز الحقائق ، وتُغذّي نفوس الطلاب والطالبات بالكشف عن زيف الأفكار الضالة ، وتقوم على إنشاء استراتيجية تربوية في تحصين الفكر . وما أُقيم من برامج سابقة قامت بها إدارات التعليم لدعم الأمن غير كافية لاتستطيع من خلالها أن تقضي على ظاهرة الإرهاب والتطرف.
المنشورات ليست حل ولن يهتم بها الطالب ، وإن لم يكُن هُناك نشاط اسبوعي لمدة نصف ساعة في مواجهة مع الطلاب جميعًا وهم في ساحةٍ واحده يقوم فيها أحد المعلمين في كل مدرسة بالتحدث بكل شفافية عن كل مايُبث من الأعداء من المكر والتزييف ومايرونه في متابعاتهم - لا مصداقية له - ، يبرزون جهود الأمن ويغرسون حُب الوطن والولاء للقيادة الرشيدة ، ويخلقون أرضيّة صلبة تجعل الطلاب والطالبات يقفون عليها ضد أيّ عاصفة فكرية ، وإن قامت أمن الدولة والتعليم بتفعيل النشاط تحت مسمى " لن أرضى بفكرٍ عدائي دخيل يضرُّ وطني " ويُقام مرةً واحدة في كل أسبوع لمدة العام الدراسي ، ويكون تحت متابعة من مشرفي النشاط وقائد المدرسة في وضع خطة تنسيق مابين المتحدثين داخل محيط المدرسة وفي ساحةٍ واحدة ، وحينها يُدرِك الطالب الحقيقة المتناقضة مع المقاطع ، ويبدأ بحماية فكره وتنقيته من الشوائب الهدّامة التي كانت مرتبطة به.
"فاصلة"
المؤسسات التعليمية هي الحلّ الوحيد والخط الأول في مواجهة الإرهاب واجتثاث جذوره إن قامت بشراكة عمل مع أمن الدولة الذين قاموا بتضحيات من أجل حماية المجتمع من كيد الأشرار ، ولن تنتهي ظاهرة العنف والتطرف إلاّ بوجود شراكة وتفعيل النشاط باستمرار حتى يُغذّي عقولهم في معرفة الخطر الذي يستهدفهم ، ومن ثم يرسخ الأمن الفكري الذي يقوم بواجبه في تحقيق الأمن الوطني ويُغلق الثغرة وحينها لايجد المتطرف والإرهابي أيّ مدخل ويعود إلى موقعه الأصلي خلف الأبواب في نباح لايسمعه غير أبواقه.
"العلم في الصغر كالنقش في الحجر"
"التوعية التي تبدأ مِنذُ الصغر تثبت ولاتنكسر "
التعليقات 2
2 pings
زائر
16/02/2019 في 11:10 م[3] رابط التعليق
وفقك الله وسدد خطاك كلام من ذهب
(0)
(0)
معلم
02/01/2020 في 9:50 م[3] رابط التعليق
نحن ياأخي علي بين طرفي تطرف، تطرف ديني متمثل بالتشدد، والطرف الاخر تطرف يصل بأبنائنا إلى الالحاد واافكار الشاذة عن تعاليم ديننا الوسطي
الحل بالوسطية والعودة لمنهج نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم
(0)
(0)