ناقش منتدى جدة للدراسات النقدية خلال جلسته الشهرية ، بمقر الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة ، مساء يوم الأحد 2019/2/3م ، ورقة نقدية طرحتها الدكتورة خديجة الصبان بعنوان ”المعاني الثواني وبناء التراكيب على خلاف الأصل”، وأدارة الأمسية أ. د . صلوح السريحي ، وسط حضور نخبة من المثقفين والمهتمين .
وافتتحت الدكتورة خديجة الصبان الجلسة من خلال قراءة ورقتها وقالت :
سعتْ هذه الدراسة للكشف عمَّا يتولَّد من المعاني الثواني في عدد من التراكيب النحويَّة .
وقد تبـيَّن أن التراكيب التي يـتـولَّــد عنها ذلك النــوع من المعــاني هي التراكيب المبنيَّــة على خــلاف الأصـل وضـعًا أو ِاسـتــخدامًا. وقد تمَّ التــفريـق بين هـذين النــوعين من التراكيب، واسـتـــعـراض تركيبين منها يدخلان تحت النوع الأوَّل، كما تمَّ أيضًا – اعتمادًا على النصوص – تحـديــد طـبيعـــة المعـاني الثواني المتــولِّدة عـن ثلاثة من التراكيب النــحــويَّة المبـنـيـَّـة على خـــلاف الأصــل اسـتـخـــدامًا، مـع بيــان تــأثــيرها وصـــلتـها بمــواقف الحــيــاة المختلفة .
هذا وشهد النقاش عدة مداخلات ، تناولت محتوى ورقة البحث النقدية .
حيث ذكر الدكتور سعيد السريحي خلال مداخلته
أن الدكتورة خديجة الصبان اتخذت من الآية الكريمة (واسأل القرية التي كنا فيها) أنموذجا لما ذهبت إليه من توليد المعاني الثواني بتركيب الجمل على غير الأصل ، متبعة في ذلك من سبقها من البلاغيين واللغويين حين ذهبوا إلى أن المقصود، أو المعنى الأصلي إنما هو (سل أهل القرية)، وجعلت القرية مسؤولة مبالغة في الاستيفاء بالسؤال .
ورأى الأستاذ ”مساعد الجهني” أن القول بالانحراف عن الأصل تبريرا منطقيا لتفسير جمالية النص , فالعقل هنا يفترض أصلا تم الانحراف عن معياريته لتشقيق المعنى . الأصل وهم منطقي ضروري لضبط حركة الذهن بين المعاني , فالعقل في التفكير البلاغي القديم يريد نقطة ثبات ينطلق منها , أي أنه يريد حقيقة لغوية صلبة تحمية من انفلات المعنى . لا يدرك الإنسان العادي ما سمي بفضيحة الاستعارة في خطابه اليومي , لذلك فهو غير منشغل بتقسيم المعنى وحركة الذهن بين مستويات الدلالة , فالمعنى لديه تجلي وجودي غير قابل للترجمة العقلية الأرسطية .
وأضافت الدكتورة نادية فلاته قائلة :
أجد مصطلح (معنى المعنى) يُنبِئ في ظاهره عن وجود معنًى للمعنى المُعطى، فهناك معنًى ثم معنًى أخر لهذا المعنى، والواقع يشهد بأن المقصود به الدلالات الناشئة من جراء تغيير في التركيب الأصلي، فليس ثمة معنى جديد ولكن معنى تبعي فرضته فلسفة الخروج عن الأصل .
من جانبها أوضحت الدكتورة ”ابتهال محمد البار” خلال مداخلتها ، أنه توجد في اللغة تراكيب تُعرف بالتراكيب الغامضة Ambiguit Grammatical ، وهذا الغموض في التركيب ينشأ من احتمال الكلمة أو الجملة أكثر من معنى واحد ، فقد يكون سبب الغموض مفرداتيا أو نحويا .
وهي تراكيب تختلف عن التراكيب المشكلة الخارجة عن القواعد الأصول ungrammatical structure. وهي التراكيب التي أشارت إليها الباحثة في ورقتها بالتراكيب المبنية على خلاف الأصل والتراكيب المسكوكة .
وأشاد الدكتور ”حسن مشهور” بالورقة التي قدمتها الباحثة الدكتورة خديجة الصبان ، التي عنت بجانب من علم اللغة وفقه العربية ، و حملت عنوان هو ” المعاني الثواني وبناء التراكيب على خلاف الأصل ” .
وأضاف لي في هذا المقام تعقيب على جزئية من هذا المبحث تتناول ذلك الجانب الذي دعته الباحثة بـ (( معنى المعنى )).
تعنى بالمعنى المفهوم من ظاهر اللفظ ، والذي تصل إليه بغير واسطة ، وبمعنى المعنى أن تعقل من اللفظ معنى ، ثم يفضي بك ذلك المعنى إلى معنى آخر ” .
واضاف الدكتور صالح زياد ، أن المعاني الثواني وبناء التراكيب على خلاف الأصل ، هو موضوع الحقل المعرفي ، في تراثنا للبلاغة ، التي لم يكن الإفهام وحصول أصل المعنى مدار اختصاصها. وهذا هو معنى القول بصيغة أخرى إن مباحث البلاغة كلها في أقسام المعاني والبيان والبديع، وفي مدارها على توخي معاني النحو بين الكلم، معنية بجريان الكلام على خلاف مقتضى الظاهر، لا على الظاهر، وبالغموض والعبارات غير المباشرة لا بالوضوح والتقرير .
وأشار الدكتور سعد الغامدي إلى بعض ما يراه أوهاما من النحاة حينا ، ومن البلاغيين أحيانا، من ذلك أنْ زعموا للشعر لغة تحتمل ما لا يحتمله النثر مما أسموه الضرورات، وأنْ زعمَ كثيرٌ منهم أنّ إعجاز القرآن إعجاز لغوي، وأنْ جعلوا مقاييس للبلاغة ولم يتركوا الأمر لذوق المتلقي وتكوينه وقدراته ومهاراته اللغوية .
التعليقات 2
2 pings
زائر مصطفي سعيد
04/02/2019 في 3:37 م[3] رابط التعليق
جميل انك تطرحون كل المواضيع
(0)
(0)
زائرمصطفي سعيد
04/02/2019 في 3:40 م[3] رابط التعليق
ويسألوني بمن اعاتب في كتاباتي
فاخبرتهم بذلك الذي وعدني كثيرأ بالبقاء
وكان اول الراحلين ?
مسسساكم فل وياسمين؛؛؛
(0)
(0)