إن المتأمل لمخرجات حصص التربية البدنية في مدراس التعليم العام في المملكة العربية السعودية ، والخبرات والمهارات التي يكتسبها ويتعلمها أبناؤنا الطلاب من خلال حضورهم حصص التربية البدنية في المدارس يرى أن هذه المخرجات لا ترتقي إلى المستوى المطلوب المراد الوصول إليه والذي تم التخطيط والإعداد له من قبل لجان متخصصة وضعتها وزارة التعليم للارتقاء بمستوى حصص التربية البدنية وبما يعود بالنفع والفائدة لأبنائنا الطلاب في عموم مناطق المملكة ، وذلك من خلال وضع منهج لجميع المراحل الدراسية يواكب التطور الحاصل في تعليم التربية البدنية في البلدان المتقدمة في هذا المجال.
إن ما تقدمه وزارة التعليم وشركائها في هذا القطاع من دعم لا محدود في تطوير المنشآت الرياضية المدرسية ، وتوفير المستلزمات والأجهزة الرياضية لمدارس التعليم، بالإضافة الى البرامج التأهيلية التي يتم إقامتها لمعلمي التربية البدنية بمستوياتها التمهيدية والمتقدمة ، والبرامج العامة في الإعداد البدني والبرامج المتخصصة في الألعاب الرياضية المختلفة الفردية والجماعية لا ينعكس في الغالب على مستوى مخرجات الطلاب .
ومن المعروف أن مادة التربية البدنية هي النواة الأولى لاكتشاف الموهوبين، وصقلهم، وتوجيههم للرياضات المناسبة لهم، لتطوير مستوياتهم وإلحاقهم بالمنتخبات الوطنية لتشريف المملكة في المحافل الدولية.
إن ما نشاهده من مخرجات لا يدع مجال للشك أن هناك قصور واضح وتساهل من بعض معلمي التربية البدنية في تطبيق ما تعلموه، سواءً من خلال دراستهم الجامعية أو برامج الإعداد والتأهيل التي يحضرونها لتطوير قدراتهم الفنية في هذا المجال.
ويرجع ذلك حسب رأيي الشخصي إلى قلة إلمام بعض قادة المدارس بمنهج مادة التربية البدنية وكيفية تطبيقه مما يسهم في تهاون بعض معلمي التربية البدنية في تأدية المنهج كما ينبغي، علاوة على أن بعض معلمي التربية البدنية هدفهم من حضور البرامج هو فقط الحصول على الشهادة، وليس لتطوير مهاراتهم وقدراتهم واكتساب مزيداً من الخبرات في طريقة التعليم والتدريب وتنفيذ حصص التربية البدنية بالطرق الحديثة وبما يعود بالفائدة المرجوة على الطلاب .
فالملاحظ أنه لا جديد في حصص التربية البدنية بعد عودة بعضهم من برامج الإعداد والتأهيل التي يحضرونها.
ومن خلال هذا المقال وكوني مشرفاً تربويًا لمادة التربية البدنية أذكر نفسي وزملائي بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) ، وأدعوهم ونفسي إلى تحمل المسؤولية المناطة بنا على أكمل وجه ، وتأدية مهامنا بأمانة وإخلاص والبحث عن كل ما هو جديد ومفيد لتطوير قدراتنا وأن نكون عوناً في بناء جيل قوي يسهم في رفعة وسمو وطننا الغالي.