أعتدت أن أمر تلك الغرفة التي بها أولئك الزميلات ، حيث
يأخذنا الحديث بالحديث ويطيب لنا المكوث وننفض غُبار الغفلة قليلا، حتى جاء هذا اليوم الإستثناء ... حين عقبت تعليقا على أجتماعنا وقُلت أن مايجمعنا من حديث دائما يكون على عجل حتى أني لا أجلس ( لأني أمرهم مرور عابر طريق)، فعقبت إحدى الأخوات بقولها لعلها المنجية ، لعل مانقوله على عجل بوصفي هو السبب الوحيد لنجاتنا يوم القيامة.
شعرت حينها كما لو أن الدنيا إنقبضت ثم أتسعت ، كما لو أن اليأس تخبط بالأمل ، كما لو أن الليل حل وصبغ عليه النهار سريعا، كل المتضادات بعيني صارت سواء بسواء! لستُ أدي ما تفسير ذاك! أهي حالة خوف ثم طُمَأْنينة أو حالة ضيق ثم فرج ! لست أدري ما فعلت بي تلك الكلمات !
ما أحوجنا إلي أن ننصب هذا الشعار " لعلها المُنجية "على رأس كل عمل ، شعاراً يستجلب الإخلاص ، والإخلاص هو طريق الخلاص ... الخلاص من عتمات الدنيا ، وظُلمات الأخره ، ويحث على الجد في العطاء ، يحث أن نقدس ما نعمل لأنه محط نظر المولى تعالى.
ما الذي أنجى يونس من بطن الحوت ... إنه التسبيح ... فكانت هي المنجيه.
مالذي أنجى قاتل ال ٩٩ نفساً إلا طُهر نيته و لحظة صدق مع الله ... فكانت هي المُنجيه.
أنت لاتدري ثم لاتدري ثم مالذي أدراك ... لعلها المُنجية ... ربما ما تفعله الأن يكون السبب الوحيد لنجاتك من هولها ومن حر نارها ومن حشرة ينسى بها الخليل خليله .
" لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"