بإمكانك أن تصبح مدرب من الطراز الاحترافي دون عبور نفق الخبرات الطويلة و الممارسات الميدانية وعناء التعثر وخيبات الأمل. كل هذا تستطيع الحصول عليه بالتسجيل في دورات المدرب "المحترف" التي تعقدها المواقع الالكترونية، وبرسوم رمزية تعادل ثمن وجبة عشاء في أحد مطاعم الرياض. نعم أمر مذهل، ولكنه خيار متاح للمهتمين "بالمسميات" والألقاب وتزيين السيرة الذاتية.
لا أحد لديه الوقت الكافي للبحث عن مصادر الألقاب التي تمتلئ بها صفحاتك في مواقع التواصل الاجتماعي، ولا أحد لديه ذلك الفراغ الذي يسمح له بفحص سيرتك الذاتية، أو كيف أصبحت مدرباً محترفاً في مجالات معقدة. فمسألة التدقيق والبحث هي مسألة مملة جداً لمعظم الناس. وبذلك تكون قد حققت "المكانة الاحترافية" بعيداً عن المسائلة والنقد.
وبطبيعة الحال، فإن الغاية في نهاية المطاف وفي التحليل الأخير، هي تحقيق الأرباح لأصحاب المواقع الالكترونية من جهة، وحصول "الشغوفين" بالألقاب على ما يبحثون عنه من جهة أخرى.
وهي تجارة لا بأس بها من منظور أصحاب المواقع التدريبية "أونلاين" طالما أن هناك "ناس تدفع" .. وهي منصات سهلة وفي متناول اليد ولا تأخذ من الوقت غير ساعة لمن "يريد أن يدفع" .. ولا داعي للقول بأن ما يجري هو سبب ونتيجة، فلولا وجود "المشترين" لما وُجد "البائعين" ..
إن المتضرر من كل هذا هي بيئة العمل، فحاملي الألقاب "بالشراء" هم في الأصل يحملون "محتوى فارغ" ليس إلا حبراً على ورق. علاوةً على الاستحقاقات اللاأخلاقية نظير حصولهم على ما لا يستحقون من وظائف ومناصب أو حتى مكانات اجتماعية. إننا يجب أن نتعاون في رفع الوعي بأهمية التحقق والبحث والتدقيق في الألقاب والمسميات التي يحملها الأفراد لا سيما إذا كان يتبعها آثاراً اجتماعية من أحد الوجوه.
أحمد الفقيه
@alfaqeh_ahmed