تذكر بعض الروايات أن النبي سليمان عليه السلام قال لأطوفن هذه الليلة على مائة امرأة كلهن يأتين بفارس يجاهد في سبيل الله ونسي أن يقول ( أن شاء الله ) فلم تحمل منهن إلا امرأة واحده جاءت بشق رجل!
إذا كان نبي من أنبياء الله نسى أن يقرن فعله بمشيئة الله فأصابه ما أصابه فما بالنا بمن هم دون الأنبياء من البشر ؟
لدى شعور وجل يطرق فكري دائما لا أعلم هل أنا محق بهذا الشعور أم هي طوارق خيالية تجاوزت حدها الطبيعي فتحولت إلى هذيان غير مبرر فشطحت بي عن دروب الصواب بما يخالج النفس من أفكار تشاكسني كثيراً عندما أسمع أو أقراء لهجات التحدي والاعتداد والاعتزاز بالقوة المنسوبة للفعل البشري دون إخضاعها لمشيئة لله وعدم نسبة ذاك الانجاز لشيء من قدرة الله وتوفيقه ، مثل المباهاة بالحروب وتحقيق الأنتصارات والانجازات ، أذ يتجلى ذاك بالكثير من الكلمات الرنانة والقصائد الحماسية والشيلات الهياطية الموثقة بعمق التخلف الفكري والتي تتمثل وتتشابه في صورها مع مغامرات أفلام هليود بخوارق أبطالها وانجازاتهم الكرتونية !
نعم يخالجني شعور بالخوف أن يعاملنا الله بما نقول وأن يكلنا لأنفسنا وجهدنا فتقع العقوبة ، وليت مايقع يحيق بصاحبه وينجو بقية المصطفين على المدرجات والمستمتعين بالمشهد الهذياني أن جاز التعبير!
بل يساورني الشك أن الجميع سيكونوا شركاء في العقاب لأنهم أيدوا وشاركوا بنشر ذلك الفكر الضحل بقصد أو بدونه ، ولم يُبدوا من الأنكار لما يعتقدونه منكر بأقله وهو مقته في اللسان وبغضه في القلب رغم انه بإمكان الغالبية إزالته باليد!
في نظري أن شيلات الهياط والتباهي والتفاخر بأفعال غابرة حان وقت إيقافها والضرب على أبوابها ونوافذها بيداً من حديد ، حيث أنها زرعت فكر منحرف لدى الشباب والمراهقين وبدأت تحيي داخل عقولهم ملامح العنصرية المقيتة التي جعلت من التعدي على الآخرين وانتهاك حرماتهم والتقليل من شأنهم موضع تفاخر وإشادة والذي يصل إلى حد القتل وبدم بارد أمراً في غاية الجراءة !
وللأسف فأن المتتبع لكثير من الشيلات والقصائد الرنانة والمقاطع الهياطية يجد خلفها الكثير من صغار السن أو سذج العقول الذين لايدركون عواقب ذلك الفكر وأثره في المجتمع على المدى الطويل في تذكية نار العنصرية البغيضة التي توغر الصدور وتهلك الحرث والنسل حيث أنه لا محالة سيخرج من صلبها جيل منحرف الفكر والتوجه ، بل أنه خرج وهذا ملموس ومحسوس على وسائل التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها والتي تحولت إلى وسائل تقاطع اجتماعي وبدأت تطفو أثارها على السطح !
لذا فأنه يتوجب على عقلاء القوم كلاً في منبره محاربة ذلك الفكر وعدم التساهل به وتداركه قبل أستفحال أمره وعدم السيطرة عليه!
وختاماً علينا أن نعي أن كل عمل أو إنجاز يحققه الإنسان هو مقرون بمشية الله وتوفيقه أولاً وأخيراً ، فنحن أضعف من أن ندفع الضرر عن أنفسنا حينما يحدق أو يلم بنا دون عون منه، فكيف بتحقيق النفع أو النصر والانجاز ، ثم لندرك تمام الإدراك أن التفاخر بسنن الغابرين والانتماء إلى الفوقية بصيغة كلاً بمالديهم من أرث دموي فرحون ، هي قنبلة موقوتة عندما تنفجر ستحدث دماراً شامل لن ينجو منه إلا من رحم الله ..
التعليقات 2
2 pings
زائر
10/02/2019 في 9:28 ص[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك كاتبنا الفاضل
الإستاذ محمد جهز العوفي
أولا المقال جميل جميع بين الموعظة ومقت العصرية البغيضة ويا حبذا لو أفردت كل منهما بمقال خاص بها فقد يكون أفضل وأبلغ للموعظة،،
ثانيا أن يطلق على تاريخ الأباء والأجداد وما قبلهم،،،الخ وتسميه ب(،،،،سنن الغابرين) ? مع الإساءة والأقصاء لتاريخهم وأفعالهم المجيدة ومكارم الأخلاق لديهم واختزال في العنصرية والأفعال السيئة ❗
فهذا غير مقبول ولا يقبل منك وأمثالك وهو في نظري نوع من الظلم الممقوت ومحرم في شريعة الإسلام،، فهذه وجهة نظر أخوك المحب ولك فائق التحية والتقدير ?
(0)
(0)
محمد بن جهز العوفي
10/02/2019 في 4:31 م[3] رابط التعليق
عزيزي الغالي اشكر مرورك ورفيع قولك واقدر ماذهبت اليه وارحب بوجهة نظرك وهي في عين الأعتبار لدي..
اما ماذهبت اليه من سنن الغابرين فبتأكيد عزيزي الغالي الكلام لا يمس مكارم اخلاقهم وحسناتهم أبداً ، فالمقصود هو ماكان من عادات وتقاليد سيئة كانت سائده في ذلك الزمان وهذا يستشفه القارئ الواعي من صلب المقال ولا يحتاج التصريح به ..
في كل الأحول اشكرك واتشرف بنقدك ووجهة نظرك..
تحياتي بلا حدود
(0)
(0)