ذات مرة مررت بممر قد رُش به عطراً ذا رائحة آسرة ، حيث سحبني لسؤال عن صاحبة تلك الرائحة ومن ثم جُررت لأسألها عن اسم العطر، وبعد ذلك حرصت أن يكون دائماً في حوزتي ، أدركت حينها إنه مامن عطر إلا وله تأثير ومامن تأثير إلا وهو سحر ، وما من سحر إلا ولهُ راعي ، فها هي شركات العطور لا تكاد تخلو منها بلد ، ناهيك عن التسويق الممنهج لها ، حيث يركزون على الرائحة الزكية وعلى قوة تأثيرها وعلى شكل عبوتها.
لكن ما سر هذا السحر اللطيف وكيف يؤثر؟
تعتبر العطور من المستنشقات حيث أن رائحة العطور تؤثر في مستوى الدوبامين في الدماغ ، والدوبامين هو ناقل عصبي مسؤول عن إعطاء الإنسان الشعور بسعادة والراحة ويرتفع عند إشتام رائحة عطر . لكنما إذا بولغ في إشتمام العطر قد يتحول لحالة إدمان.
ومن عجيب الأمر أنه قد يعجبني عطر لكنه لايروق لأخرى وذلك يرجع لروابط نفسية ،كذلك أن العطور تتأثر بكيمياء الجسم فأن رائحة العطر قد تكون رائعة على البعض ونفس العطر قد لا يكون جيد على الأخر .
كذلك من عجب العجاب أن العطور قديماً شاركت في المعترك مع الطاعون حيث ارتدى الناس أزهار اللافندر وذلك كنوع من الوقاية حيث أن رائحة الزهور تدعم المناعة في الجسم .
وتبقى تلك الزجاجة الصغير سحراً لا يقاوم ، لها تأثيراً دائم رائحتها كحديث لا يُمل وأن طال ، وظل امتد وأن قُصر ، وكعود بخور فاح فكان ختام المسك بل مسك الختام .