حينما يتردد الحديث عن التعليم ينصرف ذهني مباشرة إلى المدرسة بطلابها ومعلميها والنشاطات القائمة بها، وفي موقف الفخر بمنجز تعليمي يتبادر لي تفوق علمي أو تفتق موهبة أو إنتاج فكري أو عمل فريد لمعلم أو تربوي يدفع بتحصيل الطلاب ومهاراتهم خطوات إلى الأمام
وعندالحديث عن مستقبل الوطن الذي سيبنى بعقول الجيل القادم والحالي وماتتطلبه رؤية 2030، أنتقل بخيالي إلى نوعية التعليم بالمدارس وماينفذ بها من برامج وما تخططه مع الجهات ذات العلاقة لتطوير مهارات طلابها وصقل خبراتهم لإعدادهم وفق متطلبات العصر.
لعلنا نتفق أن التزام الشفافية مدخل جيد لتصحيح الأخطاء والتحسين المستمر وإحداث التغيير لتحقيق الأهداف بأسمى صورة، فنحن في التعليم نعتقد يقينا ونردد أن الطالب أولا وأن كل الجهود من أجل الطالب وأنه الاستثمار الأمثل ومحور التركيز والاهتمام، ولاشك أن ذلك في أولويات المسؤولين في التعليم على اختلاف مواقعهم غير أننا إذا تأملنا واقع ماينشره الإعلام المعني بالتعليم في بعض المدارس والأقسام نجد بعض ماينشر يموج بصور وأخبار أوتغطيات لايشكل الطالب بها المحور الرئيس أو لاوجود أساسي له بها في معظم الأحيان .
من المناسب للمرحلةالحالية وفي خضم تحولات العصر التي نشهدها أن نتوقف قليلا لنقيم الموقف ونحدد الكيفية التي يمكن من خلالها استثمار الإعلام التعليمي ليحقق أهدافه في التحفيز والتعليم والتثقيف الفكري وترسيخ القيم الدينية والوطنية ومن ثم العمل على وضع الأمور في نصابها بترتيب الأولويات ونركز على توجيه (فلاشات) الكاميرا والأقلام والأدوات الإعلامية المهتمة بالتعليم لإبراز الطلاب الفائقين في تعلمهم ومواهبهم ومهاراتهم وفق مؤشرات تقييم يعتد بها
ومن المهم أيضا أن تبرز لناعدسات الإعلام التعليمي إنجازات المعلمين المبدعين الذين يحقق طلابهم نتائج عالية في تعلمهم أو في المنافسات المحلية أو الإقليمية أوالدولية التي يشاركون بها وأن تنقل تجارب قادة المدارس الذين تحقق مدارسهم الرضا الطلابي والمجتمعي عن مستوى التعلم والنتائج والخدمات المقدمةبها
ومن المهم كذلك أن تتبع الكاميرا دور الأسر التي دعمت تفوق أبنائها وأسلوب الرعاية التي يجدها أبناؤهم لإحراز هذا التقدم
وممايعزز التفوق والثقة أن نحتفي ونشيع البهجة كمايجب بإنجازات طلابنا الذين يحرزون مراكز متقدمة وجوائز دولية لتحفيز أقرانهم بدلا عن الأخبار العابرة التي لاتتقصى تفاصيل تميزهم
وكل ذلك بلاشك تحفيز نحو التميز والإبداع وسيدعم تحقق ماتؤكد عليه مؤشرات التحول الوطني2020 في مجال التحصيل والمهارات والشراكات مع الأسرة والمجتمع كما أن به دروسا مفيدة وخبرات ثرية يمكن أن ينقلها الإعلام ويستفيد منها الآخرون.
إن التركيز على الطالب والمدرسة في التعاطي الإعلامي التعليمي سيثمر عن تحول كبير في توحيد التوجهات والجهود نحو دعم البرامج التي تجد تطبيقاتها في المدرسة للارتقاء بعملياتها ومخرجاتها .
ولإيماننا أن الإعلام شريك رئيس في العملية التعليمية كما أنه يصنف من أقوى المحفزات فإن علينا أن نصحح المفاهيم في توجيه المسار الإعلامي المتعلق بميدان التعليم من أجل مستقبل أجيالنا ورفعة بلادنا.
التعليقات 3
3 pings
زائر
13/01/2019 في 5:54 م[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)
زائرمن السليم
13/01/2019 في 7:09 م[3] رابط التعليق
جميل تلك الإثرأت من خبير تعليمي له باع طويل الميدان ويعرف أسراره فلله درك ابا عبد الرحمن
(0)
(0)
زائر
15/01/2019 في 11:19 ص[3] رابط التعليق
أشكرك أخي العزيز ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير وأن يلهمنا الصواب في القول والعمل.
(0)
(0)