ما إن يحل موسم الشتاء حتى تغطى جبال الباحة بأوراق الضباب ويتدثر أهلها بأثواب الدفء اتقاء لزمهرير الشتاء وهبوبه ، متحينين الفرصة لمغادرة المكان عند أقرب إجازة ممكنة ، فما إن حلت إجازة الربيع حتى انسابت قوافلهم من على مرتفعاتها نحو القطاع التهامي أو مدن السواحل بحثا عن المتعة والترفيه والتسوق في أجواء دافئة أو معتدلة مما اذكى في ذاكرة (اضواء الوطن ) تساؤلا عن إمكانية خلق سياحة شتوية في سراة الباحة تكفي اهلها مشقة السفر وتحبس قوافلهم عن المسير متسائلة : هل يمكن صناعة سياحة شتوية بسراة الباحة ؟ وكيف نخلق سياحة يتهافت عليها عشاقها ؟
بداية قال وكيل إمارة منطقة الباحة للشؤون التنموية الأستاذ صالح القلطي إن الضباب له عشاقه ملمحا إلى أنه يشكل ميزة ونقطة جذب يمكن الاستدارة حولها ، منوها بأن هناك نية لدى الإمارة بإسناد تنظيم كافة الفعاليات الربيعية والصيفية لشركة واحدة مما يخلق فرصة للعمل على تجسيد السياحة الشتوية في ربوع السراة .
أما أمين منطقة الباحة الدكتور علي السواط فذكر أن السياحة الشتوية يمكن صناعتها وذلك باستغلال الطبيعة الخلابة والأجواء الممطرة والضباب ، شريطة ان يتوفر عنصرين أساسيين : الاول :البنية التحتية كالأسواق ودور الإيواء والمطاعم والثاني : الفعاليات والمهرجانات الشتوية . بيد أن البنية التحتية ضعيفة نسبيا والفعاليات شبه معدومة . وذكر أن الحل يكمن في وضع استراتيجية لاذكاء سياحة الشتاء وتعزيز البنية التحتية .
وعلى نطاق المهتمين بهذا الشأن من مواطنين ورجال أعمال ومستثمرين قال الأستاذ عبدالرحمن شرف الزهراني أن الضباب ميزة شتوية مؤيدا وكيل الإمارة ومؤكدا ان المطالبات في هذا الصدد قديمة وبعض الناس يسافرون للندن فقط من أجل الضباب .
من جانبه نوه رجل الأعمال الأستاذ ياسر دماس بدور الإعلام غير المباشر مشيرا الى انه يقطع نصف الطريق للوصول إلى سياحة شتوية بجانب مجهودات حكومية تتمثل في إقامة المهرجانات وغيرها .
أما الفنانة التشكيلية سارة غنام فقد قدمت مقترحات تتمثل في : تدشين صالة للتزلج ومنطاد شتوي وارجوحة مرتفعة وآمنة تكون مطلة من شرفات الباحة على تهامة .
من جانب آخر فقد اتفق المهندس أحمد البرتاوي والأستاذ عادل عبدالمجيد على إنشاء صالات او أسواق مغلقة تحتضن الفعاليات الثقافية والفنية لكافة الفئات العمرية ودور للسينما وإيجاد دور حقيقي وملموس لهيئة الترفيه .
وقد كشف الأستاذ خالد ظهران المستثمر والمنظم للرحلات السياحية عن تجربته قائلا : كنّا نذهب بعوائل وأفراد الى أماكن ومنتجعات لدول عديدة طبيعتها كطبيعة الباحة من جبال وتضاريس فتكون هناك منتجعات وموتيلات ووحمامات حارة للتدليك بنظافة عالية وخدمة جميلة ذات اطلاله مع وجود تلفريك يصل الى اعلى التبة وهناك نلتقي في كافيهات مطلة تقدم مشروبات ساخنة.
فيما المح الإعلامي عبدالله شمسي والأستاذ عادل أحمد إلى إمكانية تحقيق حلم السياحة الشتوية فيما لو تم استغلال المقومات الطبيعية المتوفرة .
ولفت الكاتب والقاص الأستاذ جمعان الكرت إلى ميزة إضافية تمتاز بها الباحة وهي الانتقال من مناخ بارد إلى مناخ دافئ والعكس في غضون نصف ساعة من سراة الباحة لتهامتها او العكس مؤكدا أن المهرجانات ليست صناعة للسياحة وأن صناعة السياحة تتطلب مؤهلات حقيقية وتكامل بين فكر الإنسان وجهده .
أما الأستاذ عبد الله خليف فقد تعمق في تفاصيل رؤية 2030 والتحول الوطني والذي أكد على تطوير البنى التحتية للسياحة وزيادة البحث عن أماكن أثرية قابلة للزيارة ، ملمحا إلى أن الاستغلال الأمثل للبنى التحتية بما يتلاءم مع الظروف المناخية صيفا وشتاء هو السبيل لإحداث سياحة شتوية أو صيفية فثلما للدفء أهله كذلك للبرد أهله .
ومن بين اماني عشاق الشتاء و آمال المسؤولين يولد السؤال : هل سنشهد مواسم سياحة شتوية في سراة الباحة ؟؟أم سيبقى الفراغ ضيف دائم يحل على المتنزهات والشوارع والمنازل كلما حلت إجازة الربيع أو إجازة الأسبوع في فصل الشتاء ؟؟ .