فقد قيل أن الفكر هو إعمال العقل في أمر ما للوصول إلى معرفة المجهول، فيكون المقصود من كلمة فكر هو نظرٌ ورؤية، والفِكرَةٌ هي الصورة الذهنية لأمر ما، في حين يُعرف التَّفْكِيرُ بأنه إعمال العقل في مشكلة ما من أجل التوصل إلى حلها، أي أن الفكر هو نتاج عملية التفكير .
والفِكر أيضاً هو المتغير والذي يطرأ على حياة الإنسان من خلال تفكيره هو ، ويكون هذا المفكر شخصٌ ذو وعي ونباهة ومعرفة ودراية وإستقلالية بعيداً عن تقليد الآخرين أو التبعية لهم ، فلذلك تجده دائما منظماً لحياته ومحترماً لنفسه ووقته وتكون فيه سمات العلم والمعرفة والثقافة ولا يمكن أن يضيع وقته سُدى ، فمعظم وقته في الفكر والقراءة والمطالعة وتصفح الكتب وإثراء فكره بكل ماهو جديد ومطور ومفيد له كإنسان واعي ومفكر .
وتجده أيضاً قد خرج من عباءة بيئته الميته أصلاً والتي يَصبغُ عليها التخلف والجهل والمرض والبطالة و سوء الخُلق وهوان النفس ودناءتها وحُب النفاق و العداء والفوضى والخوف من التجديد والمتغير .
فلذلك تختلف المجتمعات وتتغير بإختلاف طريقة فكرها وكلما تجدد الفكر تقدمت المجتمعات وإذا عُدم الفكر أدى إلى تراجعها وتخلفها ومن ثم ضياع هويتها فنهايتها .
وكلما كان لدى هذا الإنسان فكراً واعياً نيراً ووقاداً و إثراءً معرفي وثقافي كلما كانا متحدياً لكل جديدٍ ومتغير ، فلذلك جعل الله لهذا الكيان البشري عقلاً وفكراً يجعله يعش هذه الحياة بكل تفاصيلها بعشق وثبات وتروي وتعقل لينتج بعد ذلك عملاً متميزاً للمجتمع والفرد كما هو حال الأنبياء والرسل والمفكرين والعباقرة في زمانهم .
فهنا الفرق بين الفكر ولا فكر فبذلك تقاس الأمم، فلو فكرنا قليلاً في حال المجتمعات العربية والإسلامية اليوم ، وحال تلك المجتمعات المتقدمه لرأيت أننا في الركب الأخير عن التطور والرقي والتحضر وحسن التعامل مع أن بعض تلك المجتمعات لا دينيه أي لا تؤمن بالله ولا تعترف بوجوده والعياذ بالله من ذلك ولكنها تتمتع بالفكر .
بينما نحن لدينا دين يحثنا على الفكر والبحث والتقصي وكل ما يجعلك ذو معنى في هذه الحياة من إستقرار معنوى ومادي ، ولكن لأننا لا نعمل بهذا الفكر فإننا لا نملك التحدي ، فطغت علينا الماديات في حياتنا واتبعنا كل سهل حتى أصبحنا نعيش ونقتات على ما لدى تلك المجتمعات والدليل هو ذلك التقليد الأعمى لما هو غريب عن مجتمعاتنا مما ينتجه اعلامهم وأفلامهم وأقلامهم مما جعلنا لقمة سائغة لهم .
فكانت حياتنا باهتة صفراء بلا طعم ولا رائحة بسبب فكرنا المتحجر والمتخلف رغم مالدينا من إمكانيات و شهادات علمية وخبرات ومع ذلك كله ما زلنا نصر على عدم التفكر والتغيير لحياةٍ أفضل .
فأصبحت حياتنا كلها أزمات بلا فكر وبلا معنى وبلا هدف وافتقدنا بذلك الثقة في أنفسنا وفي غيرنا فنكاد نتطابق في كل هذه الماديات
فتباعدت القلوب وتباغضت الأنفس لأننا نعيش بلا علم ونسير بدون تخطيط نهيم على جوهنا ونقف ضد كل من يحاول أن ينتشلنا من جهلنا وغطرستنا الحمقاء دونما علم .
فعندما كان الغرب مفكراً هاهم يسبقوننا بأشواط كبيرة من التطور و الصناعة والطب والسلاح ، ولأنهم يضعون المصلحة العامة فوق كل إعتبار ، فلذلك سادوا الأمم وتغلبوا على صعوبة الحياة بالفكر والرقي والتطور والتحدي لأنفسهم ولغيرهم فكانوا بذلك أفضل ممن لا يعرفون إلا مصالحهم الخاصة وتدمير الآخرين ومحاولة تثبيطهم ، فلذلك لا تنتظرون فَلاحاً في هذه الدنيا بدون إعمال هذا الفكر والتغييره
ولعذاب الآخرة أشد وأبقى .
التعليقات 2
2 pings
زائر
26/12/2018 في 9:58 م[3] رابط التعليق
كلام فعلا يستحق الإشادة وانت يابو فواز رجل مثقف وتستحق كل تقدير
(0)
(0)
عليبي العقاصي
26/12/2018 في 9:59 م[3] رابط التعليق
كلام جميل من رجل مثقف وقلم حر
(0)
(0)