اكتسب مهرجان الجنادرية ذيوعًا واسعاً وإنتشاراً كبيراً على المستوى الوطني والإقليمي ، حيثُ يُعدّ تظاهرةٌ ثقافية وتراثيةٌ سنوية ، وحدثاً بارزاً فيه تأكيدًا عميقاً للهوية العربية والإسلامية للمملكة ، وتأصيلاً للموروث والثقافة الوطنية ، وتجسيداً لمختلف مظاهر الحياة بعاداتها وتقاليدها ، حيث تم إنشاء قرية متكاملة للتراث، تضم مجمعًا يمثل كل منطقة من المناطق السعودية ، ويشتمل على بيت وسوق تجارى، وصناعاتٍ ومقتنياتٍ وبضائعٍ قديمة تظهر الصورة الناصعة للعمق التاريخي لهذا الوطن المتجدد والذي يحقق قفزات تنموية على كافة الأصعدة ، كما يحضى هذا المهرجان بتشريف ورعاية كريمة من ولاة الأمر منذ انطلاق نسخته الأولى إلى الآن وهذا يؤكد التلاحم الوطني بين القيادة الحكيمة والشعب الكريم .
وستحل الجمهورية الأندونيسية ضيفاً على مهرجان هذا العام بعروضٍ مختلفة من التراث الثقافي والإجتماعي والشعبي والأزياء التقليدية ، فلا غرابة في هذه المشاركة والتي تأتي توطيداً لأواصر الصداقة وتجديداً للعلاقات وتعزيزاً للتواصل الفكري والثقافي والتبادل الودي بين البلدين الشقيقين وتناغم القيادتين وتلاحم الشعبين ، فهناك العديد من الفعاليات السعودية في إندونيسيا كجائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم والمعارض الثقافية المتنوعة والتي تُعدُّ كأنها جنادريةٌ مُصغّرةٌ ، وكذلك الجهود الحثيثة التي يبذلها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية كل ذلك جعل من مشاركة الجمهورية الشقيقة وشعبها الودود مصدرٌ للسعادة ، وفرصةٌ مواتيةٌ لإبراز الثقافة الأندونيسية المتجّذرة بالعمق التاريخي والمتأصّلة بالتنمية الإبداعية الحديثة ، والتي ستثمل فرصةٌ مواتيةٌ للإستمتاع بمعرفة المسيرة الأندونيسية التاريخية ثقافياً و الخالدة تراثياً ، وتذوّق عذوبة سحر الحضارة التقليدية لهذا الأرخبيل الفاتن ، فكم هو مشهدٌ جميلٌ عندما تتعانق " جاكرتا " دُرّة آسيا وجوهرة المحيط الهاديء مع " الرياض " قلب العروبة النابض لتؤشر شساعة التراث الممتد في جذور التاريخ ، وعمق الثقافة الإسلامية والتي شعّ ضيائها أنحاء المعمورة وربطت الأعراق ووحّدت الأجناس حول دينٍ أراده الله أن يكون جامعاً وموحداً للبشرية جمعاء .
.. مرحباً " إندونيسيا " فأنتي إطلالةُ ( الماضي ).. وإصباحُ ( الحاضر ) .. وإشراقةُ ( المستقبل ) .. حيثُ تمثلُ بكِ ( روح ) الدولةُ العصرية .. وتصورُ ( جسد ) الجمهورية الخالدة .. ورُسِمَ فيكِ سحرَ ( السياحة ) الأسيوية .. فقد تعانق معك الجمال والبهجة .. وكساكِ الحُسن والبهاء .. فأنتي عناقيدُ الفرح .. وصهيلُ طموح .. وصهوةُ جموح ..
.. اهلاً " إندونيسيا " فأنتي الغادةُ التي أصبحتْ في سماء الجمال نجمةٌ مضيئة .. ورمزٌ ساطعٌ في جبينِ الطبيعة .. بعد أن إمتزج ابداعُكِ بجمال المكان .. واختلط تميزُكِ بنقاء الإنسان .