إن نعم المولى على هذه البلاد أكثر من أن تعد وتحصى، ومن أكبر النعم أن أكرمنا الله بقادة نفخر ونفاخر بهم، فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، يسير على طريق والده المؤسس طيب الله ثراه وإخوانه رحمهم الله جميعاً، في بناء وطنه بتوفيق الله والرقي به إلى المكانة التي يستحقها .
ومن تمام النعمة أن هذه الأسرة المباركة تتوارث الخير والمجد كابراً عن كابر، فالأمير الشاب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد الأمين، يسير على نهج جده، تميز في السياسة وقيادة في الرؤية وسعي للتطوير في كل جانب من جوانب التنمية بعزيمة الشباب وحكمة الكبار وشجاعة القادة.
إن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود امتلك بفضل الله على هذه البلاد جميع مقومات القيادة، فهو ملك الحزم والعزم الذي أوقف مشاريع الدمار التي حيكت وتحاك للمنطقة، فرسخ هيبة المملكة العربية السعودية وقوتها وقدرتها على مواجهة الأخطار والمكائد التي استهدفت الوطن، وكيان الأمة وتاريخها وحضارتها بشكل عام.، وهو قائد البناء الذي أدرك بثاقب بصيرته وعميق نظره وطول تأمله وتفكره في حوادث الزمان أن الوجود الحقيقي للعظماء لا يقاس بطول الزمن وقصره، بل بما يتم انجازه على جميع الاصعدة وفِي كل المجالات، ولذلك هو في سباق مع الزمن لتحقيق أقصى طموحات شعبه، وبالتالي تحقق له جراء هذه النية الصادقة والعزيمة الوثّابة والفهم العميق -بفضل الله وكرمه-في الأعوام الماضية ما لم يتحقق لغيره في سنوات.
فالمملكة العربية السعودية تسير بثبات في طريق التنمية في كل جزء من أجزائها دون تعثر أو تأثر ووفق رؤية المملكة 2030 بخططها التنموية وبرامج التحول الطموحة، تلك الرؤية التي اقرها حفظه الله بعد قرارات حازمة بإعادة ترتيب وهيكلة الاجهزة الحكومية وإجراء الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والتنظيمية التي شملت مختلف قطاعات الدولة.
والملك سلمان بن عبد العزيز هو الأب الحكيم والرحيم بأبناء شعبه، فبابه مفتوح، وهاتفه مفتوح، وقلبه قبل ذلك مفتوح لأبنائه المواطنين، وزياراته لمختلف مناطق المملكة لمشاركة أبناء شعبه إنجازاتهم والوقوف على احتياجاتهم لا تتوقف.
والملك سلمان هو المثقف الألمعي، ففي التاريخ له ريادته، فقد عرف تاريخ وطنه والعالم، فاستفاد من دروس التاريخ حنكة وحكمة نراها حاضرة فيما تتمتع به المملكة العربية السعودية، ومع العلماء والمثقفين تجده قريباً منهم يناقشهم ويدعم نجاحاتهم بما يحقق النجاح للمملكة العربية السعودية.
مهما كتبنا وقلنا فلن نوفي مليكنا حقه، ولكن يكفي خادم الحرمين الشريفين أمد الله في عمره تاريخ حافل بالإنجازات في كل جانب من جوانبه، وليست وليدة اليوم، بل هي نتائج مدرسة المؤسس، وتاريخ طويل من العمل الإداري المميز، فقد اعتمدت عليه الدولة حفظه الله في الأمور المهمة، وإبان عمله الطويل في سدة إمارة منطقة الرياض كان الملك سلمان حاكماً إدارياً متميزاً وركناً أساسياً في قيادة الدولة، وقف مع إخوانه الملوك بوفائه وإخلاصه وحكمته خدمة لدينه ووطنه.
إننا حين نجدد البيعة لسلمان العزم والحزم فإننا نَعُدُ ما تحقق على يديه امتداداً لعطاءاته وإنجازاته السابقة للوطن والمواطن، ونُعبّر في الوقت نفسه عن فخرنا بالمكانة المرموقة التي وصل إليها حفظه الله بين قادة العالم البارزين كأحد المُؤثّرين في مجريات السياسة العالمية واتجاهاتها الإيجابية نحو إحقاق الحق ونشر مبادئ العدل والمساواة والسلام، كما نعبّر عن اعتزازنا بقوة الوطن تحت قيادته الحكيمة وما أظهره من قدرة عالية لدرء الفتن، وقطع دابر كل من تسوّل له نفسه المساس بحدوده وأمنه ومكتسباته، بل ويزداد فخرنا واعتزازنا بدولتنا الرشيدة وهي تتبوأ مكانة الريادة إقليمياً ودولياً في ضوء منهجها القويم ومبادئها الثابتة ونصرتها للقضايا العادلة وسعيها الدؤوب لإحلال السلم وإشاعة السلام.
وفخرنا بما يقوم به ابنه البار أمير العزم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، ولي العهد الأمين، من أدوار ريادية ترسخ مكانة المملكة العربية السعودية على المستوى الدولي، وآخرها جولته العربية المباركة ومشاركته الفاعلة في قمة العشرين التي زادت مكانة المملكة العربية رسوخاً وثباتاً.
خاتمة القول ونحن نشهد ذكرى البيعة المباركة، تأكيد صريح من صميم قلوبنا بأننا على العهد باقون وفاءً وإخلاصاً وولاءً لقائد مسيرتنا المباركة الملك سلمان بن عبدالعزيز -ايده الله بتوفيقه- مؤيدين ومقدرين قراراته الشجاعة ومواقفه الحازمة وسعيه المتواصل لإسعاد المواطن ورفع شأن الوطن نحو مستقبل واعد بإذن الله تعالى. والله نسأل ان يحفظ قادتنا وولاة أمرنا، وأن يديم عزّنا ويبقي سؤددنا، ويخزي عدونا وينصر جندنا، ويجمع كلمتنا ويوحد صفنا، ويبسط أمننا وييسر أمورنا، ودمت لنا أيها الرمز الفذ سلمان الحزم والعزم والعز.
معالي مدير جامعة حفر الباطـن
أ.د. محمد بن عبد الله اَل ناجي القحطاني