حشد فرعون قومه وجنده ونادى في الناس "أنا ربكم الأعلى " هكذا بدأ كلامه ... لا يرعوي أو ينثني ،أوهمتهُ نفسه البراقة الخداعة بما ليس فيها فمقته أهل الأرض وأبغضه أهل السماء فهلك وأهلك من أتبعوه.
أنانية مطلقة مُسرفة في محبة الذات وتقديسها وتمجيدها وأعطائها مكانة وهمية ومنزلة خرافية
وهذا مايُعرف بذاتية الأنا أو مايطلق عليها علماء النفس “الإيجو” "Ego” ،وتعني الغلو في تمجيد الذات فهي أكبر معنى من الأنانية وأوسع من الغرور وأكثر سُحقا من كِلاهما معا.وأسبابها يتلخص في الحرص على نظرة الناس وردود فعلهم نظرا لوجود خلل في الثقة بالنفس.وهذه الفئة من الناس لايغفرون ولايسامحون يعيشون في قفص الماضي بأخطائه وأحزانه خشية أن يكرر مامضى في المستقبل ، خوفا ورهبة وقلقا فلا راحة ولا أستراحة .كذلك يتسمون بالإنتهازية حيث يفكرون ماذا سوف يحصدون من أي علاقة بل وكيف يحصلون على ثمارها ،و لا ينتهي الأمر عند ذلك بل يحرصون على أن يكونوا محور دوران الناس في أي عمل فلا أفضلية إلا لهم ولا أكملية إلا بهم .وهؤلاء غالبا مايتسترون بالكرامة والكبرياء .
فلا علاج لهم بادىء ذا بدء إلا بأن يتحلو بالشجاعة لتصالح التام مع النفس وأن يعيدون بناء تصرفاتهم على ضوء رباني لا على مايقول وما يرى الناس قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ فِيكُمْ قَوْمًا يَعْبُدُونَ وَيَدْأَبُونَ، حَتَّى يُعْجَبَ بِهِمُ النَّاسُ، وَتُعْجِبَهُمْ نُفُوسُهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ) رواه أحمد بسند صحيح.ومما يُنصح به التسامح مع الناس بل وسحق مايسمونه كرامة وكبرياء وعزة وبهاء لانها العائلة الحقيقية للإيجو وذلك ليكونوا قادرين على التفكير بتوازن ووضوح . هذا بالمختصر وهذا موجز من نشرة وعينة من
شريحة لايخلو منها إيُّ مجتمع ، مسكونين بأنفسهم، مسخ بشر، أنار الله بصيرتهم وأعانهم الله على أنفسهم وأعان الله البشر عليهم ..