مايقوله ويتحدث به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن القدس أمام الشعب التركي خاصة ، والمسلمين عامة على الشاشات ينافي الحقائق التي تم إخفائها سرًا ، وماهي إلّا بُرهة من الزمن وتنكشف حقيقته .
ظهر اردوغان قبل فترة غاضبًا على الشاشات يستنكر ماعملته إسرائيل من ممارسة إرهاب الدولة والإبادة بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 55 فلسطينيًا قبل فترة على حدود غزة.
وذكر أردوغان في عام 2017 للطلبة الاتراك في لندن في خطاب بثه التلفزيون التركي الرسمي “إسرائيل دولة إرهابية”. وأضاف ما قامت به اسرائيل هو إبادة. أنني أُدين هذه المأساة الإنسانية، (هذه) الإبادة، من أي جانب أتت، سواءً من إسرائيل أو أميركا”.
وبعيدًا عن كل هذه التصريحات الحماسية الكاذبة التي يمولها بالعاطفة على الشعب التركي والمسلمين بصفة عامة ماهو إلاّ اتخاذ العاطفة لكسب محبين وجمهور من المسلمين ،وعندما نرجع إلى إعلان تركيا في 28 أغسطس/ آب من العام الماضي والذي تم فيه اتفاقًا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل ،وكان التوقيع عليه في أنقرة و”القدس”، لحل المشاكل العالقة بين الطرفين بسبب حادثة سفينة مافي مرمرة.
وجاء في أهم بنود الاتفاق دفع إسرائيل 20 مليون دولار أمريكي لأسر ضحايا سفينة مافي مرمرة الذين استشهدوا على يد القوات الإسرائيلية في 31 مايو عام 2010.
كما نص الاتفاق على التعاون الأمني والتنسيق الاستخباراتي بين البلدين، واستمرار إسرائيل في صيانة الطائرات الحربية التركية ، وإبرام عقود أسلحة متطورة.
ونص الاتفاق كذلك على تطبيع كامل بين البلدين يشمل إعادة السفراء إلى أنقرة وتل أبيب . والاتفاق على تعهد مشترك بعدم إقدام أحدهما على عمل يضر الآخر.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو آنذاك التوصل إلى اتفاق مع تركيا من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين بعد قطيعة استمرت ست سنوات، مشددًا على أن الاقتصاد الإسرائيلي سيستفيد بصورة كبيرة من الاتفاق.
وصرح نتانياهو “أعتقد أنها خطوة مهمة أن نقوم بتطبيع علاقاتنا”، كذلك رحب جون كيري، السناتور الأمريكي السابق، عندما كان وزيرًا للخارجية الأمريكية، بالاتفاق، واصفًا إياه بـ”خطوة إيجابية.”
والملفت للنظر هو اعتراف أردوغان “القدس عاصمة إسرائيل ” وهذا ماحدث في أمر هام تضمنته وثيقة الاتفاق بين تركيا وإسرائيل ، حيث جاء فيها: “لقد تم هذا الاتفاق في أنقرة والقدس”، بدلاً من عاصمة إسرائيل الحالية تل أبيب! بمعنى أن الاتفاقية جرت بين تركيا وعاصمتها أنقرة وإسرائيل وعاصمتها القدس.
وهُنا إلى متى أردوغان يستغل عاطفة المسلمين بعباراته الحماسية في الدفاع عن الهوية الإسلامية وماخفي كان أعظم خيانةً للإسلام والمسلمين.