أرقام وإنجازات بارزة حققتها مدينة الملك سعود الطبية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، والتي مزجت ما بين النجاح الطبي والأكاديمي والاجتماعي وأيضاً الإعلامي ، إضافة إلى المشاريع الإنشائية.
وبرزت مدينة الملك سعود الطبية خلال تلك الفترة بشكل كبير في إقامة مناسبات طبية شارك فيها خبراء من أنحاء العالم، حيث أكد المدير العام التنفيذي الدكتور هيثم بن محمد الفلاح بإهمية الوصول للهدف الاستراتيجي، وهو تحقيق أهداف برنامج التحول الوطني 2020، ورؤية المملكة 2030، وأن تكون مدينة الملك سعود الطبية مثالاً إيجابيًا يحتذى به بين جميع المدن الطبية والمستشفيات، وتقديم الرعاية الصحية بمستويات عالية.
مليون ونصف موعد بالعيادات الخارجية
أوضح الدكتور الفلاح أن هناك أرقامًا تزايدت، وأخرى تضاعفت خلال هذه الأعوام، فقد سجلت المدينة أكثر من مليون ونصف المليون موعد في العيادات الخارجية، بينما سجل قسم الطوارئ في المقابل أكثر من 700 ألف زيارة في الفترة ذاتها، علمًا بأن الأرقام لا تزال في تقدم واضح وملحوظ، وأن جهود العاملين كانت ملموسة في تقديم الخدمة، وأن هاجسهم الأول كان الوصول إلى رضا المرضى والمراجعين.
إنتهاء قوائم الانتظار
بيَّن الدكتور الفلاح أن المدينة أجرت لمرضاها أكثر من 50 ألف عملية جراحية، حيث ازداد هذا الرقم بنسبة 20% في عام 2017، وأن عمليات جراحات اليوم الواحد تجاوزت 10 آلاف، بزيادة قدرها 64% مقارنة بعام 2015.
وأشار الدكتور الفلاح إلى أن قوائم الانتظار للعمليات الجراحية تم القضاء عليها منذ أن بدأ مشروع العمل عليها بداية عام 2017، حيث كانت حالات الانتظار قد وصلت إلى 2819 حالة، بمتوسط مدة للانتظار وصلت إلى 16 شهرًا، وأصبحت بنهاية ديسمبر من العام ذاته لا تتخطى الأسبوعين.
وعن مركز جراحة البدانة أكد الدكتور الفلاح أنه تم إنجاز 1800 عملية خلال 1000 يوم، وأن الزيادة في عام 2017 مقارنة بعام 2015 تضاعفت سبع مرات، مذكرًا بأن المركز حصل على شهادة الجمعية العالمية لجراحات البدانة، كمركز دولي معتمد، حيث حقق درجات عالية من الأمان والسلامة للمرضى، ليكون أول مركز تابع لوزارة الصحة معترف به عالميًا على مستوى المملكة.
وأكد الدكتور الفلاح أنه وتماشيًا مع سياسة المملكة وبرنامج التحول الوطني 2020 في الترشيد وإعطاء القيمة القصوى للمريض من الدعم المخصص له، والاستغلال الأمثل للموارد، قامت المدينة بإطلاق برنامج «تحسين استغلال الموارد المتاحة»، ومنها كيفية الاستفادة من غرف العمليات، حيث تضم المدينة 25 غرفة في 4 مستشفيات.
فمنذ بدأ مشروع الترشيد في عام 2016 كانت نسبة استغلال وقت العمليات في الغرف المخصصة للحالات المجدولة (غير الإسعافية) 55% بعام 2015، وتخطت ولله الحمد 72% بنهاية عام 2017، فضلاً عن الحفاظ على أعلى معدلات الاستخدام في الغرف المخصصة للحالات الإسعافية، حيث تعد المدينة المرجع الأول لحالات الحوادث، وإصابات الطرق على مستوى وزارة الصحة بمنطقة الرياض.
ولا يزال العمل قائمًا على المشروع للوصول إلى أعلى المعدلات التشغيلية، وذلك لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المرضى للحصول على العلاج، باستغلال الموارد نفسها المتاحة.
تشغيل برج النساء والولادة والأطفال
شدد الدكتور الفلاح على أن من أبرز ما حققته المدينة في هذه الفترة هي بداية تشغيلها وإطلاقها لعيادات برج صحة المرأة والطفل ، إضافة إلى الخدمات الصيدلانية، حيث تمت في نهاية شهر مارس لعام 2018، وذلك بعد إنهاء جميع متطلبات السلامة، والحصول على التصاريح.
وأكد الدكتور الفلاح أن العمل ما زال قائمًا لتشغيل أقسام التنويم والعمليات الجراحية والعناية المركزة والأشعة التشخيصية، وذلك سيكون في نهاية الربع الأول لعام 2019، مشيرًا إلى أنها ستكون بعد استكمال توفير الأدوات الطبية وغير الطبية، وإتمام عمليات الاختبار والتدريب للعاملين، والتأكد من صلاحيته التامة.
1000 عملية خلال 8 أشهر
دشنت المدينة عدة مراكز ووحدات علاجية وعيادات خلال هذه الفترة، فقد بيَّن الدكتور الفلاح أن من أبرزها مركزَ القسطرة القلبية الذي حقق رقمًا كبيرًا بوصوله إلى 1000 عملية خلال 8 أشهر فقط، إضافة إلى مركز جراحة البدانة الذي تم اعتماده دوليًا، ووحدة لعلاج الجلطات الدماغية، وعدة عيادات.
الطب المنزلي
أما عن هذه الخدمة فقد بيَّن الدكتور الفلاح أن عدد الزيارات وصلت إلى 20 ألفًا خلال 1000 يوم، وكانت الزيارات في عام 2017 قد تضاعفت عن عام 2015، إضافة إلى عدد المسجلين فيه، وتمت زيادة عدد المستفيدين بنسبة 150%.
الإشراف على مراكز صحية
كُلفت المدينة من قبل وزارة الصحة بالإشراف على 10 مراكز رعاية صحية أولية، وتأهيلها بالقيام بخدماتها لرعاية المرضى. وذكر الدكتور الفلاح أنها: مركز صحي الشفاء الأول، مركز صحي بدر1، مركز صحي الدار البيضاء، مركز صحي الحائر، مركز صحي المروة، مركز صحي العريجاء الأوسط، مركز صحي طويق، مركز صحي السويدي، مركز صحي لبن الغربي، مركز صحي سلطانة.
يذكر أن مركز الشفاء الأول يعد الأول على مستوى المملكة الذي حصل على اعتماد المركز السعودي للمنشآت الصحية «سباهي»، وذلك لاستيفائه جميع المتطلبات في تطبيق معايير الجودة وسلامة المرضى في الرعاية الصحية الأولية.
المشاريع الإنشائية
وعن مشاريع المدينة أكد الدكتور الفلاح أنها أنجزت العديد منها، وهي تكسية واجهات بعض المباني، وتركيب شاشات إعلانية خارجية، إضافة إلى إنشاء أكاديمية طب الأسرة، ومشاريع خاصة بتحسين بيئة العمل.
وأشار الدكتور الفلاح إلى مشاريع قيد التنفيذ، أهمها تأهيل البوابة الرئيسة للمدينة، وتكسية واجهة المستشفى العام، وواجهة مبنى الطوارئ.
ونوه الدكتور الفلاح إلى أن المدينة تعمل على مشاريع مستقبلية، مثل إعادة تأهيل بعض المباني، وتكسية واجهة مبنى الأسنان، وإنشاء برج إداري، وتطوير قاعات التدريب، والعمل على مشروع حضانة الأطفال.
الشؤون الأكاديمية والتدريب
ذكر الدكتور الفلاح أن التطوير والتدريب الأكاديمي يعد على قائمة أولويات المدينة، فقد بلغ عدد البرامج التدريبية في برنامج الزمالة السعودية من هيئة التخصصات الصحية 50 برنامجًا بزيادة قدرها ثلاث مرات مقارنة بعام 2015، وبعدد خريجين وصل إلى 65 خريجًا، يقومون بواجباتهم بعد ذلك كاستشاريين وأخصائيين.
وبين الدكتور الفلاح أن المدينة لا تزال تولي اهتمامًا بهذا الشأن. فقد دشنت في الفترة الماضية أكاديمية طب الأسرة للدراسات العليا، حيث استقبلت في بداياتها 25 متدربًا، وتعد الأولى من نوعها على مستوى العالم، موضحًا أن هدفها هو التوسيع في تأهيل أطباء الأسرة، وتعزيز العملية التدريبية لهم، وذلك لتحقيق أهداف برنامج التحول الوطني 2020، ورؤية المملكة 2030.
المسؤولية الاجتماعية والعلاقات العامة
وعن دور العلاقات العامة في المدينة نحو المجتمع أشار الدكتور الفلاح إلى أنها لم تغفل عن هذا الجانب، فقد أطلقت وحدة التطوع عدة مبادرات تطوعية بلغت 30 مبادرة، وبمشاركة متطوعين تجاوزوا الـ 400، محققين 20 ألف ساعة تطوعية، ونالوا من ورائها جائزة وزير الصحة للتطوع، إضافة إلى مواكبتها للأيام العالمية الصحية بإقامة فعاليات توعوية وتثقيفية، ومشاركاتها في المناسبات بتقديمها خدمات فحص الضغط والسكر والتوعية، وزيارات للأماكن العامة، وإقامة المؤتمرات الطبية والعملية بمشاركة خبراء، وأطباء، ومحاضرين عالميين.
وختم الدكتور الفلاح مشيدًا بالجهود التي يبذلها جميع العاملين في المدينة، مقدمًا شكره وتقديره لهم، ومؤكدًا أن هذه الأرقام جاءت بفضل الله، ثم بفضل الدعم اللامحدود، والاهتمام الذي يلقاه هذا الصرح الطبي العريق من القيادة الرشيدة، ونتيجة ما يُقَدم من عمل مخلص، مشددًا على أهمية مضاعفة الجهود من قبل العاملين، وذلك للوصول إلى الرضا التام من المرضى والمراجعين، كون المدينة تعد مرجعًا في مختلف التخصصات الطبية، وتسعى لتوفير الرعاية وفق أعلى معايير الجودة العالمية.