قد تنتابنا الحيرة عند الإقدام على اتخاذ قراراً ما .. ويتغشّانا التردد خوفاً من مغبّة الوقوع في الخطأ .. فنُصاب بالجمود والاستكنان .. ونظل نراوح في حيّز الثبات .. والاستغراق بالمكان ودائرة الجمود .. مقيدين تفكيرنا بحبال الخوف الظنّية .. ومكبلين عقولنا بأوتاد التردد الوهمية .. فنقضي جُلَّ وقتنا في القلق .. ونفني معظم يومنا في الحيرة .. تتقاذفُنا أمواجُ الإحباطات المتكررة .. ويتلاعبُ بنا طوفان الخيبات المتعددة .. وسط زحمة الأفكار المثبّطة .. والخوف من المجهول المتجذّر في حنايا القنوط .. فنعيشُ تحت ضغوط الاستسلام لليأس .. ونحيا في إرهاصات الخنوعِ للإخفاقات .. فحاصرتنا الأوهام .. وسيطرت علينا المخاوف .. بعد أن تخلينا عن التفاؤل .. وأهملنا الأمل .. فالعاجز ينظرُ للوراء .. والفاشل ينظر حوله ..أما المتوكل على الله مصاحباً بالإقدام فينظر إلى المستقبل الواعد .
(فحقيقةٌ أن عملية اتخاذ القرارات تُعدّ من أصعب المهام الفكرية حيث يتخللها التعقيد كلما كان الهدف المراد تحقيقه سامياً وكذلك مدى توفر الخيارات المتاحة لتقييمها واختيار البديل الملائم لإمكانات الشخص وقدراته مصاحباً بالدافعية والمبادرة وترتيب الأولويات مع أهمية تطبيق المراحل المثلى لاتخاذ أي قرار وهي الشورى والعزم والتوكل ، وكذلك البعد عن الأخطاء التي قد نقع فيها نتيجة التسرع وسوء التقدير وتعذر الإمكانات المطلوبة وتدني مستوى الطموح وعدم التركيز على الجوانب المتعددة للهدف المراد تحقيقه مع الإبتعاد تماماً عن المثبطات الكامنة في هيبة التردد ) .
وختاماً أقول أن الحيرة في اتخاذ القرارات تكون بمثابةِ نداءٌ من الذات للعقل يقولُ فيهِ (لا علّمني .. لا تخليني لاني مقيدن ولا مفكوكن) .
- تغريدةٌ منتقاة -
بعض القرارات .. تشبه في كرة القدم : الركلة القوية التي ترتطم بالعارضة .. تعجب الجمهور لإثارتِها .. ويصرخ المذيع لجمالها .. وتشدُّ نظر الحكم لخطورتها .. وتربك الدفاع لقوتها .. (ولكنها في النهاية بلا هدف) !! .
https://youtu.be/wxB_FythmRE