فن التعامل من أهم وأرقى المهارات الشخصية، ومن دون هذه المهارة الحيوية التفاعلية قد يتحول الإنسان إلى أشبه ما يكون بالجمادات، ليس على المستوى الاجتماعي فحسب؛ بل أيضاً على المستوى التجاري ، والذي قد يكون أكثر أهمية لنجاح المشاريع التجارية أي كان قيمتها، وبالأخص إذا كانت التجارة تتطلب الاحتكاك المباشر مع الجمهور. فأصحاب الشخصية الحِدية غالباْ لا ينجحون في الجانب التجاري، وخياراتهم محصورة بين الأبيض والأسود. لغة تعاملهم تميل إلى حد الجفاف.
كان لي موقف طريف مع أحد هذا النوع من الأشخاص، ففي إحدى الأيام نزلت إلى سوق المواشي لأشتري ذبيحة. سألت صاحب الحلال عن السعر، فقال: اسمع منك.
فأعطيته قيمة في نظري أنها مجزية جداً.
فكان رده جاف؛ بل يصل إلى حد الإساءة، ولولا أن هذا الشخص لا يعرفني ولا أعرفه لظننت أن لديه موقف شخصي.
انسحبت من الموقف الذي كاد أن يخرج عن مساره الطبيعي! وأنا أتساءل في نفسي عن الأسباب التي تدفع بهؤلاء إلى هذا الأسلوب الجاف.
أهو الجهل بفنون التعامل؟ أم لديهم نزعة عدوانية لا يستطيعوا الفكاك منها حتي لو كانت تؤثر سلباً على مجالات حياتهم الخاصة.
من الجانب الإيجابي نجد أن أصحاب "خذها وإلا خلها" يختصرون لك الحل وقد يدفعونك سريعاً لاتخاذ القرار الأنسب. فإن كنت متردد سيدفعك بسرعة للإنصراف. لكن الإشكالية حينما تكون راغب في الشراء أو لا يوجد لديك بديل مناسب وتجد التاجر من هذا النوع، فخيارك صعب. الرغبة تدفعك من جانب، وعبارة "خذها وإلا خلها" تصفعك من الجانب الآخر، فلا أنت آخذها بقناعة ولا أنت تاركها بقناعة.
تقول بعض الدراسات أن 85% من نجاح التجارة يكمن في فن التعامل.
ويقول المثل الصيني:
(إذا كنت لا تستطيع أن تبتسم فلا تفتح دكاناً)
" إذا كان الكريم عبوس وجه ** فما أحلى البشاشة في البخيل"
وقال آخر:
"وما اكتسب المحامد طالبوها ** بمثل البشر والوجه الطليق"
الناس لا شعورياً تنجذب نحو التاجر اللطيف حسن المعشر، والداعية المبتسم والطبيب والموظف والسائق المبتسم، فحسن التعامل يبدأ بالإبتسامة التي هي العنوان العريض والحبل المتين للمودة.
- إمام المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة
- متحدث «الأرصاد»: أمطار غزيرة ورياح نشطة على المملكة قبل دخول الشتاء
- تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
- بلدية الخبراء تطرح ثلاث فرص استثمارية
- 5 ضربات ناجحة.. “الزكاة” تتصدَّى لتهريب 313,906 حبوب “كبتاجون” في الحديثة
- خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: لا تنجرفوا بأخلاقكم نحو مادية العصر واجعلوا الاحترام أساس علاقاتكم
- الاتحاد الدنماركي لكرة القدم يدعم استضافة المملكة مونديال 2034
- “تفاصيل الغياب” تبهر الجمهور وتثير الإعجاب في جدة
- تركي آل الشيخ يفوز بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير من MENA Effie Awards 2024
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
المقالات > خذها وإلا خلها
خذها وإلا خلها
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3274967/
التعليقات 1
1 pings
زائرابومازن
11/11/2018 في 11:38 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع جدا اتمنالك كل التوفيق ابوحسن
(0)
(0)