أكد أكاديميون بأن الترجمة أحد الحلول العملية لسد الثغرات العلمية والتطبيقية في مجال التربية الخاصة ، إضافة إلى أنها تمثل عملية صنع قرار وهي بحاجة إلى تكوين جهود جماعية منظمة من قبل فرق متعدد التخصصات ( التربية الخاصة، اللغة الإنجليزية، اللغة العربية) لمراعاة جودة المحتوى والبناء اللغوي ، جاء ذلك في ورشة عمل بعنوان ” الترجمة والتحرير لإثراء ميدان التربية الخاصة ” ، برعاية من الملحقية الثقافية السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية والتي نظمتها الجمعية السعودية الأمريكية للتربية الخاصة ( SAASPED ) مؤخراً في شهر نوفمبر، بالتعاون مع مبادرة English Mastery في جامعة شمالي كولورادو الأمريكية ، والتي هدفت إلى إثراء المحتوى العربي النظري والتطبيقي في مجال التربية الخاصة بفروعها ، بحضور عدد من الباحثين، والأكاديميين، والمهتمين بمجالي التربية الخاصة والترجمة.
وشددوا في التوصيات على أنه يجب ألا تقتصر الترجمة على أمهات الكتب فقط بل على ترجمة المواقع التعليمية وملخصات الأبحاث مع مراعاة الدقة في النقل ومعايير الصرامة العلمية لجودة الأبحاث المختارة ، محذرين من ترجمة المقاييس دون تكييفها وتقنينها على المجتمعات العربية، وبالأخص السعودية ، ومن الترجمة لغرض الترجمة فقط، فلا بد من دراسة الحاجة الميدانية لسد الثغرات العلمية والعملية ، مؤكدين بأن الترجمة لا تغني عن التأليف وإنما كلاهما يكمل الآخر ، ويجب أن تكون الترجمة مكملة لحركة البحث والتأليف .
وشهدت الورشة حضور أكثر من 20 مبتعث ومبتعثة من الأكاديميين البارزين في الجامعات الأمريكية بالإضافة لحضور 3000 شخص عن بعد تم فيها مناقشة وطرح العديد من الأفكار والدراسات التي تسهم بشكل كبير في تشجيع حركة الترجمة بشكل معاصر لتلبية متطلبات الميدان مع مراعاة الخصائص الدينية والبيئية والثقافية لمجتمعاتنا العربية ، حيت تطرق الأستاذ المساعد بقسم التربية الخاصة ووكيل عمادة التطوير الجامعي بجامعة الطائف د. فيصل النمري إلى أهمية المصادر العلمية والتطبيقية للتربية الخاصة بين الواقع والمأمول وشدد على ضرورة ضمان الجودة والصرامة العلمية في نقل وتوثيق المعلومات ، وأن إجراء الدراسات البحثية الاستكشافية التي تركز على المجتمع السعودي أحد أبرز الحلول لإثراء المكتبة العربية في مجال التربية الخاصة إلى جانب حركة الترجمة ، وتطرق قائد فريق الترجمة بمبادرة English Mastery الأستاذ محمد هزازي إلى آلية وخطوات الترجمة والتواصل مع دور النشر، والى أهمية الوعي بحاجة الميدان لترجمة أمهات الكتب في مجال التخصص ، وأكد على أهمية اختيار الكتاب المناسب للترجمة ، ومعرفة خيارات الترجمة (فردية أو مؤسسية) ، والحصول على حقوق الترجمة، مروراً بخيارات التواصل مع دار النشر والاعتبارات المالية ذات العلاقة ، وحذر أستاذ اللغات والترجمة المشارك بجامعة طيبة د. وليد العمري من الترجمة الحرفية، وأوصى بضرورة فهم النص ومراعاة الخصائص اللغوية والخلفية المعرفية والثقافية للمترجم ولمتلقي النص.