أنهى مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة المرحلة الثانية من أعمال المسح الميداني للبرنامج الوطني للصحة النفسية وضغوط الحياة في جميع مناطق المملكة، والتي استمرت لقرابة ثلاث سنوات، بهدف معرفة ماهية ضغوط الحياة ومدى انتشارها وتأثريها على صحة الفرد والمجتمع السعودي، وذلك لمساعدة صانعي القرار في مجال الصحة على تقدير نوع وحجم الخدمات الوقائية والعلاجية والتأهيلية المطلوبة في المملكة.
وأظهرت النتائج الأولية للمسح الوطني للصحة النفسية وضغوط الحياة في المملكة؛ أن 45% من السعوديين تعرضوا للإصابة بأحد الاضطرابات النفسية في مرحلة ما من حياتهم، منهم 49% من السيدات و 42% من الرجال، بينما سبق لـ 50 % من فئة الشباب السعودي الإصابة باضطرابات نفسية في مرحلة ما من حياتهم.
أشارت النتائج إلى أن الإضطرابات النفسية شملت؛ اضطرابات القلق بنسبة 36%، واضطرابات المزاج بنسبة 16%، واضطرابات التحكم الاندفاع بنسبة 11%، واضطرابات الأكل بنسبة 6%، بينما بلغت نسبة اضطرابات التعاطي والإدمان 4%، بينما بلغت نسبة الاستجابة للمسح الميداني في جميع مناطق المملكة 89%..
وحدد البرنامج أكثر من 11 ألف أسرة سعودية في أكثر من 400 منطقة بالمملكة كعينة أساسية للبحث، واستهدف المسح 4000 عينة نموذجية من الرجال والنساء السعوديين من شتى أنحاء المملكة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 65 عاماً باستخدام أداة المسح (CIDI 3.0)، التي تم تطويرها من قبل جامعة هارفارد لغرض المسح العالمي للصحة النفسية وقام بتطويرها فريق سعودي من الأطباء النفسيين والمترجمين المعتمدين، ثم راجعها مجموعة من الخبراء في الصحة النفسية والتأكد من دقتها وفق الضوابط العلمية.
وساعد البرنامج في قياس حجم العبء الذي تشكله ضغوط الحياة في المجتمع السعودي، وتقدير حجم الإعاقة الناجمة عن الأمراض الصحية، ومعرفة فئات المجتمع المعرضون لعوامل قد تزيد من نسبة الخطورة، لتقديم البرامج الوقائية المناسبة لهم، ومعرفة مسببات ضغوط الحياة الأكثر شيوعاً في المجتمع، وأفضل الطرق لتقديم الخدمات الصحية.
ويعد برنامج الصحة النفسية هو أحد أهم البرامج الوطنية التي يتبنها المركز وتحظى بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، والتي تهدف إلى مواجهة الضغوط الحياتية التي قد تشكل خطرا على الصحة العامة للمجتمع السعودي، لاسيما وأن الضغوط النفسية هي أحد المسببات الرئيسية للإعاقة والعجز، إذ تشير الدراسات إلى وجود أكثر من 450 مليون شخص حول العالم يعانون من اضطرابات نفسية.
وتولى مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة قيادة هذا المشروع الوطني إيماناً منه بأهمية الصحة النفسية وضرورة وجود دراسات وطنية جادة تساعد في التعرف على حجم المشكلة وعوامل الخطر المسببة ووضع استراتيجية وطنية للتعامل مع هذه المشكلة المنتشرة عالميًا، وبمشاركة عدد من القطاعات.
وساهم مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ببذر المشروع ورعايته بدءًا من المراجعة الأخلاقية للبحث مرورًا بتقديم الموارد الأساسية اللازمة لتنفيذ البحث والمتضمنة لتوفير المكاتب والأجهزة ومختلف المساعدات اللوجستية والعلمية والتقنية وتدريب فرق العمل الميدانية، وانتهاءً بالتحليل الإحصائي للمعلومات وتقديم التوصيات العلمية.
وحظي المشروع بدعم وتعاون من العديد من الجهات الوطنية والدولية على رأسها وزارة الصحة ومصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات في وزارة الاقتصاد والتخطيط، وجامعة الملك سعود بالإضافة إلى التعاون مع منظمة الصحة العالمية (WHO) وجامعة هارفارد وجامعة ميتشيغان، كما تم دعم المشروع بتبرع سخي من شركة سابك ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وشركة أبراج كابيتال.