جاء الأمر الملكي بتعيين الدكتور أحمد العيسى وزيرًا للتعليم ، وفتح الوزير نافذته وإذ يرى أمامه نهراً عذِباً وعلى جانبيه أرضًا خضراء ، يعلوها الزهرُ والياسمين ومن خلفِها جبالٌ يكسوها البرَدُ - بيضاء تسرُّ الناظرين - ، ابتسم وأيقن أنّها صورةٌ طبيعيةٌ مُستنسِخةٌ من فكره ، لم يلبِث قليلاً إلاّ والأعاصيرُ تجتاحُها ، وقف ولم يدِر ظهره أو يُغلِقُ نافذته ، بل وضع وجههُ بوجهِها من غيرِ وضعِ كمّامٍ أو تغطيةٍ لأنفاسه ، استقبلها بصدرٍ رحِب حتى تراكمت ، ولم يدورُ في ذهنهِ تنقيتُها من صدرهِ ، بل جعل النافذة مفتوحة والمنظر أمامهُ والفكرُ بعقلانيتهِ يسمو في الأعاصيرِ وآثاره ، أخذ هدوءه على راحة يمينه وصافحهم مُبتسِماً.
نعم أيُّها الوزيرُ الناجح الذي رأى التطور في هذا النهرِ العذب الذي يسيرُ بعذوبتهِ ، ورأى المعلمين والمعلمات في الجبالِ الشامخةِ الثابتةِ المكسيةِ بالبرَدِ ، ورأى الثمارَ والحصادَ في الخضرةِ الملفوفةِ بالنهرِ ، ورأى المحاربين للنجاحِ في الأعاصيرِ الذي تقبَّلها بصدرٍ رحِب ، وجعلها تتريثُ حتى ترى وتيقنُ بنفسِها أنّ هذا الكون - جميل - ولايستحقُ إلاّ جمالاً ، وما هي إلاّ برهةٌ من الزمنِ والكُل يصعدُ بهمّتهِ عالياً ويُمطِرُ بخيراتهِ على طبيعةِ التعليمِ المتطورةِ من أجلِ بلد ؛ لايرتقي بمستواه إلاّ تطور وإصلاح ونموّ ونهضة تصنعُ أجيالاً واعيةً للمستقبلِ وتحمِلُ على أكتافِها " السعودية العظمى "
كتبتُ هذا المشهد وأنا أحد المنتسبين للتعليم وشاهدتُ على مرأى من عيني مابين تناقض من رجالِ الميدانِ التعليمي بالمدارسِ والوزيرُ الصبور ، كانت الألسن الحادة والعرقلة للتنميةِ والتطويرِ بنسبةِ مايقارب 80 بالمئة ، وعندما يمرُّ عامٌ بعد عام تقلُّ النسبةُ ؛ لأنّها أدركت الحقائق ووعت إلى مايعملهُ الوزير من أجل دولة ومستقبل ؛ لا لأجلِ نفسه .
كتبتُ هذا المشهد وأنا أحدُ رِجال الإعلام الذي شاهد الألغامَ مدفونةً في طريقه ، والوزيرُ واضعاً العصبة على عينيهِ ويرى بقلبهِ وعقلهِ ويدوسُ الخطر من غيرِ أذيّةٍ لِأحدٍ ؛ لأنّ هدفه الإصلاح وليس المُعاداه لِمن عاداه .
نعم وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى ما أراهُ الآن بالميدانِ التعليمي هو مارأيتهُ أنتَ من نافذتك ومن غيرِ أعاصير.
شكرًا أيها الوزيرُ الذي عمِل وتحملَّ وصبرَ ونالَ مايُريدهُ كل المعلمين والمعلمات من هذا التطور ، ولولا الله ثم دعمُ قيادتنا الرشيدةِ وأنتَ الذي تحليّت بالصبر ، وعملت بالتطوير ؛ لغابت شمس التعليمِ وجفّ النهرُ وأسودت الجبالُ ومات النبتُ.
ودعني الآن وبكل فخر أن أقول بعد هذا الإنجاز والذي كانت لإدارات التعليم ومكاتب التعليم بصمة إسهام فيه "وزيزٌ صنع أكثر من نصف مليون وزيرًا ووزيرةً يقومون بواجبهم التعليمي المتطور في المدارسِ.