الإسلام كغيره من الأديان الموجودة في الغرب ، وحسب الإحصائيات يعتبر الثاني رقمًا بعد المسيحية.
ودخول الإسلام في الغرب كان في العهد الأموي في القرن الثاني الهجري عند ماحمل طارق ابن زيادرسالة الإسلام إلى الأندلس.
وفي هذه السنوات الأخيرة بعد الإستعمار الغربي لكثير من الدول ، كثرت الهجرة إلى بلاد الغرب ، إمّا للخوض في الحروب مع المستعمر ضد الخصم ، أو البحث عن ملاذ آمن لكسب القوت بعد الفقر الذي ضرب الأوطان بعد الحروب المدمرة .
والمسلمون بعد استقرارهم في الغرب ، وأرادوا إثبات هويتهم الإسلامية كان تركيزهم على تأسيس المساجد والمراكز ليتم فيها اللقاء والتشاور فيما بينهم نحو دينهم ؛ من تربية الأولاد وتعليمهم الإسلام،إضافةً إلى إقامة شعائر الإسلام من صلوات بأنواعها وعقود أنكحة وغير ذلك.
ولكن الجيل المهاجر الذي هاجر للبحث عن العمل ، وأراد أن ينهض للعمل الإسلامي ، لم يكن بوسعه الإكتفاء بذلك وحده ، وإنما لابد من جهة تعينه على ذلك .
ومن هُنا يأتي دور المتسابقين إلى فعل الخير لصالح رسالة الإسلام الخالدة ، فكانت المملكة العربية السعودية هي من بلغت المرتبة الأولى في تنشيط وتفعيل العمل الإسلامي في الغرب بشتى أنواعه ، من تأسيس ودعم المراكز والمساجد والمدارس في الغرب ، وهذا ليس بغريب للملكة ، فمنذ التأسيس على يد المغفور له الملك عبدالعزيز ، جعلت المملكة العربية السعودية القضية الإسلامية والإهتمام بها من أولوياتها ، والشواهد على ذلك كثيرة ولايخفى منها على أحد.
لقد أولت السعودية المراكز والمعاهد والجامعات الإسلامية في بلاد الأقليات الإسلامية اهتمامًا كبيرًا باعتبارها أهم الوسائل في نشر الثقافة الإسلامية واللغة العربية فسعت إلى إنشائها وأنفقت الكثير في سبيل تحقيق هذه الغاية ، ففي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله- بلغت المراكز الإسلامية التي أنشأتها ٢١٠ مركزًا غطت تقريبًا معظم القارات الخمس ، لتمثل مراكزًا لنشر الثقافة الإسلامية في بلاد الأقليات الإسلاميةوفي أوروبا والأمريكيتين وأستراليا وأفريقيا وآسيا.
ففي فرنسا نجد مركز ( مونت لاجولي) ،وفي أسبانيا : المركز الثقافي بمدريد ، وفي سويسرا : المركز الإسلامي في جنيف،وفي بلجيكا : المركز الثقافي الإسلامي في بروكسل، وفي بريطانيا : المركز الثقافي في لندن ، وفي النمسا : المركز الإسلامي في فيينا ، إضافةً إلى إيطاليا والبرتغال ،
وأنّ هذه المراكز تأسيسها وتمويلها من السعودية.
كما ليس الأمر ببعيد في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والبرازيل والأرجنتين كلها تضم مراكز إسلامية ثقافية بتمويل سعودي .
وهل نستطيع اليوم أن نستمع إلى تصريحات أدعياء الكذب والزور، ممن حملتهم رياح الكراهية والحقد للسعودية من مزاعمهم الباطلة على رمي بلاد الحرمين وقيادتها الرشيدة بعدم الإهتمام برسالة الإسلام بعد ما تبين لنا دور السعودية في حماية الرسالة ؟
إنّ السعودية وما من الله عليها من النعم لم تترك يومًا من الأيام الإنفاق في سبيل الله كما رأينا.
والذي يحزن القلب ، ويقشعر منه الجلد الاستماع ومشاهدة الحملة الشرسة المدبرة من الجهات المعادية للمملكة ؛ مستخدمةً الإعلام البغيض كقناة الجزيرة ، ولا تسمع من يقف لمواجهة الجزيرة ، أو غيرها للدفاع عن بلاد الحرمين الشريفين وقيادتها الرشيدة .
هناك من أخذتهم الحمية الجاهلية ، ناسين فضل بلاد الحرمين وأهلها ، يسيرون وراء أصحاب المطامع الشخصية ، من الأموال السخية، المدفوعة من أصحاب المفاهيم السقيمة لضرب قلب العالم الإسلامي ، مهبط الوحي ومنبع الرسالة .
وقول المراكز والمعاهد الإسلامية والمساجد في الغرب تشهد بعظمة ومكانة السعودية ؟.
متى نستمع إلى من يقول ( من صنع إليكم معروفا فكافؤه ، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له).
فـ أين المكافأة التي تليق بمن أحسن إلينا؟ أيكون المكافأة بالشتم والسب ونكران الجميل ؟.
ألم يقل سيدنا إبراهيم عليه السلام ( رب اجعل هذا بلدًا آمنا)؟.
فإن لم تكن ممن يدافعون بلسانك وبقلمك ، فلتكن ممن يدعون الخير لأهل الحرمين ، ولاتكن ممن ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب إليكم ).
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي
شمال باريس في فرنسا .