أكدت المبتعثة وباحثة الدكتوراه في جامعة ليستر نادية بنت عبدالله الشهراني بأن الكتابة والفنون الإبداعية بشكل عام من الحيل النفسية التي ثبت علميا قدرتها على مساعدة المبتعث في التأقلم وتساهم بشكل كبير في التخفيف من الضغوط الأكاديمية التي يواجهها أثناء الدراسة مما يحسِّن بالتالي تحصيله العلمي ، جاء ذلك في اللقاء الذي نظمته مبادرة بصمات مبتعث في بريطانيا مؤخراً في مدينة مانشستر البريطانية لتدشين ومناقشة كتاب “هدايا الغربة” للكاتبة ناديه الشهراني، بإدارة الدكتورة إسراء حكيم وحضور واهتمام نخبة من الأكاديميين والمبتعثين والمبتعثات في مانشستر والمدن المجاورة لها.
وكانت الشهراني قد أشارت قبل أعوام إلى مصطلح أدب الابتعاث وشبهته بمدرسة أدب المهجر في عدة نقاط، لينتشر بعدها استخدام هذا المصطلح في أوساط المبتعثين والقيادات الأكاديمية.
وترى الشهراني أن أدب الابتعاث يمكن أن يتسع ليتضمن الكتابة الإبداعية بأنواعها من نثر وشعر وقصة وتأملات قصيرة، كما يشمل الفنون كالرسم والتصوير والنحت والتصميم والخطوط وغيرها من الفنون التي ينتجها الانسان بمهارة يدوية أو ذهنية.
كما أشارت ” الشهراني ” إلى أن إصدار هدايا الغربة في هذه المرحلة يعدّ هدفا ضمن عدة أهداف مجدولة في عام ٢٠١٨م والتي شملت أيضا المشاركة في أربعة مؤتمرات علمية متخصصة والحصول على مكافأة التميز العلمي والعمل بفعالية على إثراء مشروع التعلم الذاتي من خلال مبادرة English Mastery التي تحتل مكانة خاصة كما تذكر الكاتبة بحكم التخصص والاهتمامات.
ووجهت الكاتبة والتي تعمل حاليا على نيل درجة الدكتوراه في “الآليات المتعددة لتقديم التغذية الراجعة في فصول الكتابة ” رسالتها للمبتعثين بأن يعملوا على تحقيق أهدافهم الأكاديمية بتوازن وألا يقسو كثيرا على أنفسهم في سبيل الكمال وألا يتجاهلوا هواياتهم مهما بدت لهم بسيطة لأنها قد تصنع الفارق الأكبر في شخصياتهم خلال رحلة الابتعاث.
كما علّقت الشهراني على مقولة أحد الكتاب الذي دعا المبتعثين للمزج بين التخصص والكتابة للخروج من التأملات إلى التخصص بقولها أن هذه الدعوة لها ما يبررها لكن يجب ألا ننسى أن المبتعث يمارس هوايته ليخرج من ضغط التخصص ولذلك فمطالبته بربط التخصص بالهواية قد لا تكون عادلة، داعيةً في الوقت نفسه المبتعثين للمزيد من التدوين الإنساني لتجاربهم لاستثمارها لاحقا بإذن الله بعد العودة للوطن كجسور ثقافية بين الحضارات المتعددة.
من جهته عبر مدير بصمات مبتعث في بريطانيا خالد خريزة عن شكره وتقديره للكاتبة لقبولها دعوة المبادرة لعرض تجربتها. الجدير بالذكر أن مبادرة بصمات مبتعث الحاصلة على جائزة الملك خالد في مجال التنمية الاجتماعية حظيت بتكريم خادم الحرمين الشريفين من خلال عملها على توثيق نجاحات المبتعثين في كل أنحاء العالم وإهداء هذه النجاحات المميزة للوطن.