أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة قبل يومين فوز صاحب الفضيلة معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى عضو هيئة كبار العلماء والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بجائزة الاعتدال في دورتها الثانية ,نظير ما يقدمه معاليه من جهود مميزة وواضحة في مجال تعزيز الوسطية والاعتدال ومفاهيمها ,وإبراز منهج الاعتدال الوسطي السعودي في المحافل الدولية.
وهذه الجائزة تعنى بمقومات وروافد الحضارة الانسانية من تعليم وفكر وثقافة فالاعتدال منهج إسلامي منذ البعثة النبوية وزمن الخلفاء الراشدين ومن بعدهم ويعتبر الاعتدال أحد الثوابت الرئيسية في بلاد الحرمين الشريفين التي تنبذ التطرف.
ومنذ عمل معاليه في شهر شعبان 1436 للهجرة أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي[4] خلفاً للدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي وهو يحقق إنجازات عظيمة في مجال نشر الوسطية والاعتدال من خلال عمله الدؤوب وزياراته الكثرة للعديد من البلدان والتي تجاوزت 30 بلدا عربيا وغربيا قام من خلال الزيارات بمقابلة جميع الأطياف والعلماء ورجال الدين من كل الطوائف وكانت كلماته المؤثرة في المحافل العالمية تستحق المتابعة والاشادة وعندما تحدث في المؤتمر العالمي عن التعايش الاجتماعي وتنوع الديانات بجنوب أفريقيا حيث قال إن التطرف استفاد من ظاهرة الكراهية لأنها دعمت نظرياته وزادت من أتباعه وأضاف أن التعايش الانساني ضرورة حتمية لا بد للعقلاء أن يوحدوا جهودهم لتحقيقه ويجب على الجميع العيش بجمال التسامح والتعايش مع مختلف الأديان والطوائف والأفكار ، وأنه الناس لم تأخذ دروس وعبر من التاريخ مؤكدا أن الصراع الانساني يقوم معظمه على صراع الأفكار وأنه يجب التبحر والتفكر بسنة الخالق في وجود التنوع والاختلاف والتعددية .
وتجدر الإشارة إلى أنه قبل يومين انطلق المؤتمر الدولي لرابطة العالم الاسلامي في مدينة نيويورك بعنوان ” التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الاسلامي ” للمرة الثانية بحضور أكثر من 400 شخصية إسلامية وأمريكية ممثلين عن المؤسسات الاسلامية من جميع دول العالم ونظرائهم الأمريكيين إضافة إلى مشاركات علمية وفكرية وسياسية من جميع بلدان العالم ، وقد خرج المجتمعون بستة توصيات كان أبرزها دعوة المؤسسات العلمية والفكرية في العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية لإطلاق برامج ومبادرات تعمق الحوار والتعاون البيني لتحقيق المصالح المشتركة وترسيخ مبادئ الثقة ومعالجة العوائق كافة بما في ذلك العوائق المفتعلة بفعل الحواجز والنظريات الوهمية.
إن الدور الذي يقوم به معالي الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي دور كبير وصعب بالعالم الاسلامي في وقت تكثر فيه علامات التطرف والانحياز إلى عدم الالتقاء في نقاط حوار شاملة وكلنا أمل في حكمة معاليه وأدواره الفعالة في نقل هذه الرسالة العظيمة من خلال خبرته وحنكته في معالجة الملفات الشائكة والتوصل إلى حلول تجعل العالم أكثر قرباً وتسامحاُ وتآلفاً والتوصل مع الجميع إلى خدمة الانسانية وخدمة المصالح المشتركة مستلهما بفكرة أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر رغم أن التطرف في الاسلام لا يمثل إلا نسبة 1% من تعداد المسلمين في العالم ويعتبر فكر شاذ ومعزول حاربه الإسلام قبل غيره ، ومن جهوده الرامية لإيضاح أن حضارة الاسلام ومن خلال تجربتها التاريخية في الانفتاح على الحضارات الأخرى والتي تؤكد مفاهيم التبادل الثقافي والمعرفي وترسيخ حقيقة الاخوة الانسانية.
وأخيراً نحن على ثقة كاملة أن الجائزة التي فاز بها معاليه وأعلن عنها مؤخراً لم تكن تكريما شرفياً بل كانت معرفة تامة أنه تم اختياره نظير العمل الجاد والنتائج الجلية من خلال زيارات معاليه وكانت كذلك ترجمة للمؤتمرات في العالم التي كان جزء منها وحاضرا يمثل العالم الاسلامي ليعطي أفضل صورة بعيداً عن تزييف الحقائق ويحرص دائما لتوضيح الصورة الحقيقية لشعب المملكة العربية السعودية الذين ينبذون التطرف والغلو.