لكل شعب يوم وطني يحتفل به في يوم محدد من كل عام ، وبالتالي فإنه في مثل هذا التاريخ الموافق ( ٢٣ / سبتمبر من كل عام ) يحتفل السعوديون دولةً وحكومةً وشعباً باليوم الوطني لبلادهم . إن هذا اليوم يصادف هذا العام يوم الأحد ( ١٣ محرم ١٤٤٠ هـ - ٢٣ سبتمبر ٢٠١٨ م ) وهو اليوم الوطني الثامن والثمانون منذُ اعلان تكوين الدولة السعودية الثالثه ، ولقد إسْتعَدَّتْ الجهات الرسمية والشعبيه في المملكة العربية السعوديه لِفَرْحَة الإحتفال بهذا اليوم الذي يعتبر عطلة رسمية . إنه بفضل الله ثم بفضل جهود خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله قَفَزَتْ بلادُنا الى مستوى متقدم على مثيلاتها من الدول والشعوب . ففي مجال القوة السياسية والقدرة الدبلوماسية صارت قيادتنا السياسية والدبلوماسية ذات ثقل كبير ومؤثر على المستوى الإقليمي والدولي بحيث صارت الرياض إحدى عواصم القرار الإقليمي والدولي المهمه . وفِي مجال الإقتصاد فقد أطلقت القيادة السعوديه ما عرف برؤية ( ٢٠ - ٣٠ ) وهي خطة عشريه جاءت في الوقت المناسب تماما وَتحْمِلُ رؤية واضحه لما يجب أن تكون عليه السعوديه بحلول عام (٢٠٣٠ م ) في جميع المجالات لتحقيق التنمية الوطنيه المستدامة الشامله والْمُحَقِقَه لتطلعات الجيل الحالي والأجيال القادمه . هذه الخطه تُرَكِز بِشَكل رئيسي على معالجة الإقتصاد بحيث ينتقل الإقتصاد السعودي من مرحلة الإقتصاد الإتكالي الإستهلاكي الريعي الى مرحلة الإقتصاد الحديث ألمُحَصَّنْ والْمُنوَّع والمُنتِجْ الفعَّال المعتمد على السواعد السعوديه والإستثمار في الموارد والإنسان السعودي بالطرق العلميةالصحيحه وقد بدأت مؤشرات النتائج الإيجابيه بالظهور بعدإنطلاق عملية محاربة الفساد، فعندما أُخْرِجَتْ من بلادنا العماله الغير سعوديه الزائده عن الطلب وَالْمُتَسَتَّر عليها للأسف من بعض أبناء الوطن لوحظ نَشرإعلانات عن وظائف شاغره لشبابنا وشاباتنا في القطاعين الخاص والعام و صار أبناء الوطن يُزاوِلُون ألمهن والأنشطة الحُرَّه وينجحون فيها، لأن المنافس الأجنبي الغير نظامي خرج من السوق ، وقد ظهرت للتجار السعوديين فرص استثمارية عالية النجاح . ومن المؤشرات الإيجابيه إنخفاض أسعار الأراضي والعقار و إيقاف الجشع وسرقة الأراضي الحكومية والإحتكار ، وبهذه الرؤيه زُرِعَ الأمل وتجدد الوعد والطموح لدى كافة ابناء الشعب السعودي . اما في المجال العسكري بشقيه الأمني والعسكري فقد سقط الإرهاب في داخل السعوديه و تم ضربه في الصميم لدرجة أنه تم تنظيف السعودية من هذا المرض العضال ، ولهذا نجد بلادنا والحمد لله تنعم بالأمن الشامل والاستقرار رغم التحديات والمؤآمرآت المعاديه .
أما القوة العسكريه فقد قفزت قُدُرَات كافة القوات المسلحه السعوديه لتكون في مصاف الجيوش القوية بما لديها من أسلحة ومعدات جوية وبحرية وبرية ودفاع جوي وتسليح للحرس الوطني وقوات الأمن الداخلي ومنها حرس الحدود . إن ألأسطول السعودي الجوي والبحري يضم أحدث السفن والطائرات بينما الدفاع الجوي لديه قوة صاروخية دفاعية قوية اثبتت جدارتها في حرب عاصفة الحزم ، أماالقوات البريه والحرس الوطني فقد حصلت على أحدث المدافع والدبابات والعربات ألمصفحه وأحدث انواع الطائرات العموديةوَنُظُمْ إتصالات مُطوَّره وفيها (٦) كليات عسكريه وكلية قيادة وأركان وعدد من المعاهد والمدارس العسكريه تخرج آلاف من الضباط وضباط الصف والجنود في كل عام . إن قُدُرات القوات المسلحة السعوديه تجعل منها قواتٌ ضاربة يعتد بها في الحروب على مستوى اقليم الشرق الأوسط بكامله . اما القدرات التقنيه والتكنولوجيه ، فقد حققت السعوديه في العقد الأخير تقدُّما كبيرا في هذا المجال عندما تم تطبيق عدد من برامج توطين التكنولوجيا في السعوديه سَوَاءً عن طريق الجامعات او الوزارات المختصه أو عن طريق الاتفاقيات العسكرية والمدنيه مع الحكومات والشركات الأجنبيه وقد أعْطَتْ خطة رؤية ( ٢٠ - ٣٠ ) أهمية قصوى لتوطين تقنية التكنولوجيا الحديثه المتطوره . وفي المجال التعليمي فقد قفزت السعوديه في خلال ستين عاما من عهد مدارس الكتاتيب الى الجامعات والمعاهد المتخصصة في كل العلوم . إن السعودية اليوم لديها عشرات الجامعات والمعاهد وآلاف الرجال والنساء من حملة الدرجات العلمية العليا في مختلف التخصصات والحقول .
اما في المجال الصحي فالسعودية تقدمت بخطى كبيره في هذا المجال بحيث صارت تُجْرَى في مستشفياتها العسكرية والمدنيه أعْقَد العمليات الجراحية على الإطلاق . ومن اكبر مستشفياتها المستشفى التخصصي والمستشفى العسكري ومستشفى الحرس الوطني ومدينة الملك فهد الطبيه وجميعها في الرياض إضافة أعداد مماثله في المناطق الأخرى .
أما الصناعه فهناك آلاف المصانع وأهمها مصانع شركات ارامكو وسابك والمعادن ومصانع البتروكيماويات والتكرير العملاقه ومصانع الأدوية ومصانع لإسمنت والبلاستيك والحديد
وغيرها من المصانع التي لا يتسع المقال لذكرها وقد أنشأت الدوله عدة مدن صناعيه واقتصاديه ستساعد على تقدم ورقي كبير للمملكه العربيه السعودية في الأعوام القادمه .
إن من ابرز الشواهد التي تابعها وسجلها المراقبون هو محافظة المجتمع السعودي على دينه وعاداته وتقاليده الإيجابيه وتمسكه بعدم السماح بشق أللِّحْمَةَ الوطنيه والإصطفاف خلف القياده الحكيمه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ، وفقهما الله لما فيه الخير والصلاح .
بقلم اللواء ركن متقاعد
حسين بن محمد معلوي
محلل استراتيجي وخبير عسكري
قائد حرب درع الجنوب 2009م
التعليقات 2
2 pings
زائر
23/09/2018 في 11:25 م[3] رابط التعليق
شكرا للواء حسين علي هذا المقال الرائع والوطن يستاهل
(0)
(0)
زائر
24/09/2018 في 2:42 ص[3] رابط التعليق
الله يعز الوطن ويعز حكامه ويديم الامن والامان والرخاء والاستقرار علي هذا الوطن الشامخ كلام جميل جدا من اللواء حسين شكرا له وشكرا للصحيفه
(0)
(0)