اليوم الوطني ما أهميته ولماذا نحتفل به
وماذا يعني لنا والأجداد والأبناء
و هل يكفي بأن نُعبر عن حُبنا لهذا الكيان العظيم عبر بعض التصرفات الإيجابية ، والتي نعمل عليها عندما يحين موعده السنوي وهل هو لرفع التهاني لولاة الأمر يحفظهم الله ولنجوب الشوارع ونكسي المباني باللون الأخضر و نرفع العلم السعودي ليرفرف في كل مكان .
أعتقد أن ذلك لا يكفي بل لابد من الإعتناء به وبحقوقه ونقر بواجبه علينا و نمارسه بشكلٍ طبيعي وبصفة يومية بل نتنفس حباً لهذا الوطن ولاءً وإخلاصاً ونفديه بالمال والحال والولد والأهل ، ونعيش كل أيامنا لهذا الوطن .
إذاً ما هو الواجب الذي نقدمه لهذا اليوم العزيز الغالي الذي ننتظره كل عام
الواجب في مثل هذا اليوم أن نتحدث لمن حولنا بما ذكره لنا الأجداد قبل توحيد هذه البلاد ونتسامر مع أبنائنا وأسرتنا لنقضي سهرتنا معاً عن بدايات تكون هذا الكيان العظيم وماهي التضحيات التي ضحى بها الأجداد لنعيش اليوم بذكرى هذا الوطن العظيم بإنجازاته على جميع الأصعدة المحلية والعالمية ، نحن هنا لا نستطيع أن نتحدث عن كل شيئ فهو عظيمٌ في كل شيئ .
دعونا لنتذكر سوياً ، كيف يكون الإنسان بدون وطن ، كيف يعيش الإنسان بلا صحة ينعم بها ، كيف يستقر الإنسان ويعيش بلا أمن ، كيف يتطور ويُنافس الأمم بدون علم أو معرفة ، كيف يعرف معنى الحياة بدون أرض يمتلكها ويُدافع عنها وينتمي إليها ، كل ذلك لا يمكن أن يكون لولا عناية الله تعالى بنا ثم بمن قيضه الله لهذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ، ليجمع شتات قبائل كانت متنافرة متناحرة ، تتقاتل على صوف شاة وعلى شقف تمرة وكان لا يأمن أحدهم على نفسه جبرهم على ذلك إثبات الذات وحب السيطرة والعبث و الفوضى والجوع والعطش وكانوا يستهينون بقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق المبين ، كان ذلك لأي سبب ليأخذ منه قطعة قُماش يستر بها جسده العاري ، بل حدثني أحد كبار السن عليه رحمة الله يقول كنت أخذ ثمرة السدر "النبق" وأقوم بطحنها ومن ثم آكلها وقد أكلنا ورق الأشجار من الجوع وشربنا الماء بسبب العطش مع القردة والحيوانات الأخرى ، ونتزاحم سوياً لنأكل ما نجده على الأرض أو ما يسقط من الأشجار ونتسابق إليها وخصوصاً عندما تهب الرياح بقوة .
وكان يُفاجئنا المرض أنذاك و يعيش من يعيش ويموت من يموت ليس هناك مستشفيات ولا أطباء ، إلا أنه يقوم السليم منا بكي المريض فمنهم من تُكتب له الحياة ومنهم من يلفظ أنفاسه ثم نقوم بعمل حُفرةٍ صغيرة لصلابة الأرض وقوتها ولعدم وجود أدات للحفر ثم نردم على الميت بالحجر كي لا تأكله سباع الأرض ثم نرتحل بعيداً عن القبر حتى لا تؤذينا رائحته ، إنتهى كلامه رحمه الله ووالدينا ووالديكم والناس أجمعين، والأمثلة في ذلك كثيرةٌ جدا .
و اليوم ولله الحمد والمنة أمنٌ في الوطن وصحةٌ في البدن ونعم ظاهرةٌ على الأرض وعِلمٌ أنار الكون بنوره ، وكل ذلك بفضل الله تعالى أولاً وأخيراً ثم لمؤسس وموحد هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز آل سعود ، ومن بعده أبنائه البررة رحم الله من مات منهم وأحسن العمل لمن بقي منهم .
وها نحن اليوم في ظل الله ثم ظل سلمان الحزم والعزم وولي عهده الأمين ، نعيش في تطور وحضارة ورقي نهضة عمرانية ، تطور في العلم ، وإنجاز في الطب ، وتقدم في الصناعة و التجارة والإقتصاد وشتى المعارف والفنون ، وأصبحنا بفضل الله ننافس الأمم المتقدمة في شتى مجلات الحياة ، و لا يستطيع أحداً أن يُنكرها إلا جاحدٌ ظالمٌ لنفسه خائنٌ لله ولرسوله وللمؤمنيين .
ماذا بقي
أن نُقيّد هذه النعم بالشكر والتقدير للمحفاظة عليها من الزوال ، وأن ندافع عن هذا الكيان العظيم وولاة الأمر والعُلماء الربانيين بكل ما أوتينا من قوة ولا نسمع ولا نرى إلا لهذا الكيان بكل مافيه .
ثم نقول بصوتٍ واحد شكراً ولاة أمرنا بحجم الكون وما حوى من أثقالٍ وأوزان شكراً لكم على عطائكم بدون مَن وعلى إهتمامكم بشعبكم فنحن لله حُماةً لدين والمليك والوطن .