تضج مواقع التواصل وتتوالى الرسائل وكأنها شلال منحدر من مكان عالٍ جدا. ثم تكتسي باللون الأسود حالات الواتساب. لون الحزن والإنكسار ..لون الهم والفجيعة.. بلاشك الخطب جلل.. وحدث مختلف. وامام هذا التداعي الفطري من المشاعر الحزينة تتذكر المقولة الشهيرة (مشاعر الناس تعكس قيمة الراحلين).
نعم مشاعر الناس تعكس القيمة الحقيقية لمن فقدوا.. وهذا ما ظهر جلياً في مشاعر من نعوه، وبالقصائد رثوه، وحضروا الصلاة وشيعوه، وتبعوه بخطوات منكسرة حتى دفنوه.
كان الحدث يخص الجميع دون استثناء، جميع القبائل المجاورة كان الحدث حدثها فضلاً عن قبيلته الأم وأهل بيته وخاصته. لا غرابة في الامر..فمن عاش لغيره مات عن غيره.
كان السؤال الذي يهمني أكثر من نظم القصائد هو سر القبول لهذا الرجل والذي احدث رحيله هذه الهزة العنيفة واصبح رحيله حديث الصحافة على مستوى منطقة مكة المكرمة.. هذا السر يحتاج إلى تأمل حقيقي وبحث واستقصاء لمعرفة السر.. لا يأتي شيء من لا شيء.. الخبايا موكل بها رب الخفايا وهذه بين العبد وبين ربه ونحسبه والله حسيبه أن هذا الرجل لديه خبيئة مع الله سينال ثوابها إن شاء الله.. ومحاولتي البسيطة هنا إظهار بعض الخصال الحميدة التي نعرفها وكان يتحلى بها "الشيخ بنية اليزيدي" رحمه الله رحمة الأبرار.
أولا: تواضع دون ضعف، وعاش لغيره بالمعنى الصحيح، كان كبير بالقدر الذي لا يتتبع السقطات والعثرات من الآخرين، يمتلك كاريزما التغافل حتى يصح فيه قول الشاعر:
ليس الغبي بسيدٍ في قومه
لكن سيد قومه المتغابي
ثانياً: كان منارة لكل محتاج للمال والجاه وكان يردد(البخيل من بخل بجاهه)وله وقفات ناصعة حتى مع بعض الوافدين ممن احتاج إلى تسوية خلافاته مع صاحب العمل.
ثالثاً: اتبع منهج الاصلاح بالطرق الودية والتراضي بين الخصمين بعيداً عن الأساليب الأخرى والتي قد تفضي إلى مشاحنات أسوأ أو لا تلامس الشعور بالرضى لكل الأطراف.
رابعاً: كان متواصل مع الناس في جميع مناسباتهم في الأفراح والأتراح حتى آخر أيام حياته رحمه الله.
خامساً: منسجم مع نفسه ومع الآخرين بالقدر الذي يشارك الآخرين بالقصائد والمساجلات الشعرية بكل أريحية ودون تكلف.
وهناك الكثير من الصفات التي لا يتسع المقام لذكرها في مقال مقتضب وبسيط.
ولعل أجمل ما يختتم به المقال هي قول الحكيم: من عاش لغيره مات عن غيره ومن عاش لنفسه مات عنها.
رحم الله ابا حسين شيخ الحكمة والإصلاح وجعله في عليين من الكرام البررة.
قبيل جديع اليزيدي
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
05/09/2018 في 1:06 ص[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)
زائر
05/09/2018 في 2:08 ص[3] رابط التعليق
رحمه الله وغفر له وجعل الجنة مثواه
(0)
(0)
زائر
05/09/2018 في 5:39 ص[3] رابط التعليق
رحمه الله واسكنه فسيح جناتهه
(0)
(0)
زائر
05/09/2018 في 7:55 ص[3] رابط التعليق
رحم الله الشيخ واسكنه فسيح جناته
وسلمت أناملك أبا حسن
(0)
(0)