في لقاء ودي ثقافي جمع إمام وخطيب المركز الثقافي بدارنسي شمال بارئي ونائب أئمة منتدى فرنسا فضيلة الشيخ نور الدين محمد طويل والأميرة السيدة ثويبة بنت السيد عمر سفيرة جزر القمر لدى اليونسكو سابقاً حول كتابها الجديد الذي ألفته عن حياة جدها السيدعلي بن السيد عمر آخر سلاطين جزرا لقمر، والجدير بالذكر أن المؤلفة تخرجت من المعهد العالي للعلوم السياسية والاجتماعية بباريس ، وهي باحثة ومحللة سياسية ، شاركت في كثير من المؤتمرات والندوات الدولية ، ومن خلال اللقاء أجرى فضيلته حواراً موسعاً هذا الحوار لتسليط الأضواء على عملها الجاد في إخراج الكتاب الذي يعد الأول من نوعه في بيان دور السلطان السيد علي في تعزيز العلاقة بين جزر القمر وأشقائها العرب مروراُ بزنجبار التي كانت حاضرة الثقافة العربية الإسلامية على أيدي العمانيين واليمنيين. هذا وقد أجرت القناة الفرنسية الخامسة العالمية لقاءاً معها حول الكتاب ، وتم بث اللقاء .
١ -سعادة السفيرة ياحبذا لو تتفضلين بتقديم تعريف موجز عن شخصيتك الكريمة إضافة إلى شخصية السلطان السيد علي؟
السيدة ثويبة: أنا ثويبة بنت السيد عمر بن السلطان السيد علي ( حفيدة السلطان السيد علي من جهة الأب ) وهو أصغر أولاد السلطان السيد علي بن السلطان السيدعمر بن السلطان عبدالله الأول المسيلي آل باعلوي (حاكم جزيرة أنجوان ١٧٥٠-١٧٩٢م).
٢ – من ناحية العمل الذي قُدم للقارئ من خلال كتابك عن آخر سلطان جزرالقمر، ماالذي دفعك إلى اختيار هذه الشخصية للدراسة حولها؟
السيدة ثويبة : الدافع الأساسي لاختيار شخصية السلطان السيد علي للدراسة حولها ليس كوني حفيدته ، ولكن وجدت في السلطان أموراً من بينها كان محافظاً على أصالة المجتمع القمري الذي ترعرع فيه ، وأخذ حظاً كبيراً من الثقافة العالمية التي كونت شخصيته السياسية والدينية والثقافية .فمنذعام ١٩٩٤م بعد الانتهاء من الدراسة في المعهد العالي للعلوم السياسية والاجتماعية بباريس ، كان همي الوحيد الاهتمام بالكتابة عن تاريخ بلدي جزرالقمر.
وعندما قام مدير اليونسكو السابق كويشيروماتسورا عام ٢٠٠٤م أيام حكم الرئيس الحالي لجزرالقمر عثمان غزالي في الفترة الأولى من حكمه بزيارة لبلدي جزرالقمر كنت برفقتها ، وأثناء زيارتنا للمركز الوطني للتوثيق والبحث العلمي في جزرالقمر رأيت من بين الآثار صوراً تتعلق بالسيد علي ،الزيارة وما نظرت إليها من صور شجعتني على القيام للبحث عن الحقائق والخفايا التي غابت عن أذهان الناس حول السلطان السيدعلي، والذي كان ينبغي أن تكون واضحة أمام الناشئ القمري ليعلم حقائق بلده، فبدأت ببذل الجهود وتوصلت إلى ما وصلت إليه اليوم.
٣ – هل بإمكانك الحديث عن كيفية الحصول على المصادر والمراجع التي استطعت من خلالها التوصل إلى تأليف الكتاب؟
السيدة ثويبة:هناك وثائق عائلية ورثناها كأحفاد من صورورسائل استطعت الحصول عليهاكلها من العائلة ، وايضاً الوثائق الموجودة في فرنسا حول الخصومة التي جرت بينه وبين المزارع الفرنسي ( هامبلوا) والذي أراد الاستيلاء على جزرالقمر فأبى السلطان ذلك مما أدى إلى رفع قضيتهما إلى المحكة الفرنسية، استغرقت سبعة أعوام طلب فيها حقوق القمريين ، ولم يرفع القضية ضد فرنسا وإنما ضد المزارع الفرنسي ( هامبلوا) وفعلاً ربح السلطان في القضية ، ولكوني كنت طالبا في المعهد العالي للعلوم السياسية اطلعت على الوثيقة التي خرجت ١٩١٢م.فاستقبلته فرنسا كأول زيارة لمسؤول أعلى سلطة في جزر القمر فبراير عام ١٩١٠ م قبل صدور الحكم ،حيث علمت فرنسا براءة السلطان ودفاعه عن الشعب القمري.
٤ – جزرالقمر من الدول التي دخلها الإسلام في وقت مبكّر وحافظت على الهوية الإسلامية ، لاسيما دورآل باعلوي في ذلك ، فهل تم ذكر ذلك في الكتاب؟
السيدة ثويبة: الاسلام – كما هو معلوم- دخل مبكراً في جزرالقمر ، حيث الذين حملوه اليه لم يجدوا فيها غيرجو آمن لذا استقر الإسلام فيها، وآل باعلوي بدأوا نشاطاتهم من هنزوان أولاً حيث كان استقرارهم هناك ثم انتقلو إلى الجزر الأخرى ، فهم حملة المذهب الشافعي اليها والثقافة العربية ، ويتجلى ذلك من خلال المراسلات كانت تتم بالعربية ، وعند الافاقية التي تمت بين السلطان وفرنسا في حماية الجزر، المادة الأولى تنص على عدم المساس بالدِّين الإسلامي الذي ورثناه عن الآباء والاجداد على ضوء المذهب الشافعي المستمد من أهل السنة والجماعة.
٥ – السلطان السيد علي يعتبر آخر سلاطين جزرالقمر ، ومما يقال أن مما عزز شخصيته السياسية ، واستطاع السيطرة على الحكم بحكمة ودراية ، كونه جمع بين الثقافة العربية والإسلامية ، أين تكونت شخصيته العربية الإسلامية ؟
السيدة ثويبة. :عندما ترى صور السلطان يظهر أمامك أمر وهو أنه من خلال لباسه التقليدي يُبين لك تمسكه بدينه وتقاليده المورورثة عن الآباء والأجداد، فعند وصوله الى الحكم وجد حظاً كبيراً على أنه أول قمري يتخرج من الأزهر الشريف حاملاً شهادة علمية من كلية الشريعة والقانون،فأبوه رجلٌ فاضل السلطان السيد عمر من القمريين الذين كانوا يتقنون العربية والفرنسية والإنجليزية ، فشجع أبناءه على تعلم تلك اللغات ،فغالباً السلطان السيد علي عند الاتفاقيات بعد ما تتم كانت له زيارات للحرمين حاملاً ملابساً وكتب ، وفي حكمه أرسى نظام الجمارك ، وتكوين جيش لحماية الشعب ، ثم الكتاتيب القرآنية بأن لايلتحق الطالب المدرسة الفرنسية قبل قراءة القران الكريم. فتستطيع القول من أن ثقافته الأزهرية وما أخذه من الآخرين مما أدى بعد اتفاقيات فينا لتقاسم الخبز بين الدول العظمى بأن يطلب الحماية الفرنسية.
٦ – هذا الكتاب في تأليفه أخذ جزءاً طويلاً من وقتك للوصول إلى حقائق تتعلق بالسلطان السيد علي ، هل استطعتِ إبراز حقائق كانت مخفية عند الكثير ؟ أو تجاهلها عدد ممن كتبوا لأغراض شخصية؟
السيدة ثويبة: كتابتي للكتاب ما أردت الشهرة ولكن أردت الوصول إلى الحقائق المجهولة عن السلطان ، لقد أُشير إلى أن هناك ممن كتبوا عنه وعلى سبيل المثال مؤرخ فرنسي (جامرتن) فوجدت ما كتبه لاينبغي أن يكون صحيحاً ، بين ذلك أخيراً على أن ماكتبه تم نقله من بعض القمريين ، الذين أغلبهم ممن أخذتهم العصبيات والنعرات ، فأقاموا مسرحيات في السنوات الماضية يمثلون شخصية السلطان من أنها شخصية جامدة غير منفتحة ، وهو الكذب بعينه ، فما يوجد في هذا الكتاب من الرسائل والوثائق يفند ذلك، لأنني لم آخذ إلا مما كتبه معاصروه، وكان عملي في منتهى السرية ، حتى الكثير من الإخوة والاخوات استغربوا عند صدور الكتاب.
٧ – المعركة التي خضتها في دراسة شخصية سياسية دينية مما يذكرنا بالاستعمار الذي غزا بلادنا ، واستطاعت بعض البلاد المحافظة على الهوية الإسلامية ، فهل كان لجزر القمر نصيب في ذلك أيام السلطان السيد علي ؟
السيدة ثويبة : مما يدل على تكريس السلطان جهوده للمحافظة على الهوية الإسلامية في جزرالقمر قضيته التى رفعها الى المحكمة الفرنسية ، لم يكن سوى طلب حقوق القمريين دون نفسه وهذه الأمور والشواهد نشرتها الصحف الفرنسية مثل ليفيغارومما أدى إلى تأمر هامبلوا ضده بإقامة عشاء دعا السلطان إليه وبعد الانتهاء أخذته سفينة عسكرية من مايوت إلى مدغشقر معتبراً أنه صار مسجوناً. وأيضا كان ممن تكلموا عن مشكلة الأتراك عندما بداشباب الأتراك الخروج ضد الحكم .
٨ – انت مهتمة بالبحوث والتحليلات السياسية ، وظهر ذلك من خلال تخصصك ، ونرى ذلك اليوم ، فهل استفدت من بعض الشخصيات؟
السيدة ثويبة : التقيت بعدد كبير من الشخصيات منذ أن كنت طالبة إلى أن وصلت إلى الميدان العملي ، كتبت كثيراً عن جزر القمر منها : جزرالقمر دولة متحدة، فما أردت في ميدان البحث أن آخذ من كل إنسان إنما كنت أسلك مسلك التحري لأننا مسؤولون جميعا عما نكتب.
٩ – كما ذكرتِ لنا عملتم في المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو سفيرة لجزرالقمر سابقاً ، فهل من كلمة حول الثقافة ودورها في إرساء قواعد السلام في العالم؟
السيدة ثويبة:اليونسكو منظمة عالمية تربوية ثقافية تعتني بالناشئ اعتناءً كبيراً لاسيما في هذا الوقت الذي تعددت الثقافات وتنوعت التخصصات ، فينبغي على الجميع السعي لما يحقق السلام العالمي ، لاسيما المسألة الدينية اليوم التي اتخذها ممن يعادون الأديان وسيلة لتحقيق مصالح شخصية. أو ممن يجهلون الدين فيأخذهم الآخرين مطية لضرب النظام العالمي من تهديد المدن والقرى والممتلكات العامة باين الدين ، والدين بعيد.
– حوار إمام وخطيب المركز الثقافي بدارنسي شمال باريس ونائب منتدى إئمة فرنسا فضيلة الشيخ نورالدين محمد طويل .باريس
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
قاسم عبده بوانا
29/08/2018 في 9:25 م[3] رابط التعليق
مبارك عليك أيتها السيدة علي هذه المجهودات الجبارة
(0)
(0)
زائر
30/08/2018 في 9:05 م[3] رابط التعليق
السيدة ثويبة بنت السيد عمر حفظها الله منذ أن عرفتها وهي سفيرة في اليونسكو في منتصف التسعينيات لم تزل دائما في تعريف بلدها جزرالقمر خلال المناسبات المحلية والدولية ، وجزرالفمر حظيت باهتمام بالغ لاسيما في أيام بطرس غالي لما كأن أمينا عاما للأمم المتحدة ، وكذلك المجموعة العربية في اليونسكو كانت تقدمها لماتحمل من ثقافة عالية من الاطلاع على التاريخ لاسيما دول الشرق وعلاقة بعضها البعض دما وثقافة مماأدى إلى أن بكون هذا التلاحم والتجانس محط رحلة السيدة ثويبة فب كتابتها عن جدها السلطان السبد علي بن السلطان السبد عمر المسيلي آل باعلوي آخر سلاطين حزرالقمر.
فالمهتمون بأخبار شرق إفريقيا وعلاقتها مع العرب لاسيما بلدها جزرالقمر عليهم العودة إلى كتابها حيث جمعت ما يحتاج اليه الباحث .
(0)
(0)
نورالدين محمدطويل
30/08/2018 في 11:14 م[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)
زائر
30/08/2018 في 9:07 م[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)
نورالدبن محمد طويل
30/08/2018 في 11:12 م[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)