لم يكن فراق الشهيد الرقيب عادل علي نجمي؛ بالأمر العادي على زملائه من قوه الواجب 183، الذين شاركوا في الصلاة عليه وحمل جثمانه إلى مقبرة قريته بقرية النجامية بالطوال.
وعند وصولهم إلى القبر المُعد لاحتضان جسد النجمي؛ حالوا دون إدخال أحد غيرهم لجثمان رفيق دربهم ليتسابقوا إلى النزول داخل القبر، والقيام بإكمال عملية الدفن، إلا أن الوضع كان مؤلماً ومحزناً للغاية عندما أجهش الجميع بالبكاء على زميلهم؛ لتغرق دموعهم قبره، ويقوم مقدم ركن كتيبة العمليات الكتيبه الثالثه عبدالعزيز المطيري؛ بمواساتهم واحداً تلو الآخر وإبعادهم عن القبر، قبل أن تدمع عينيه هو الآخر.
وفور إنهاء عملية الدفن وقف الجميع في حالة صمت استمرت دقائق يدعون الله، أن يرحم مَن قَدِم إليه وأن يجعل قبره روضةً من رياض الجنة.
وخصّ المطيري الشهيد “بعبارات” تزيدهم عزم وقوه، وجميعهم بـ لسان واحد قائلين: “أتينا من خنادقنا ومواقعنا لوداع زميلنا والمشاركة في دفنه وتقديم واجب العزاء، ومواقعنا تنتظرنا ولسان حالنا وزيّنا الرسمي تؤكّد ما نقول “لترتفع أكف الجميع مجدّداً بأن يحفظهم الله ويسدّد رميهم”.