بدأت الإجازة الصيفية ولكن الغريب في الأمر أن تجد كثير من الأسر مستاؤون من قدومها ... فأكثر ما يزعج الأباء هو ما يصاحبها من الازعاج الذي يسببه أبنائهم بين مشاغبات فيما بينهم ومتطلبات صعبة التنفيذ ...علاوة على اختلاف أوقات نومهم...وانزعاج الأباء من أبنائهم خصوصاً مع من والديه في دوام وقت الإجازة.
فالإجازة وقت طويل قرابة أربعة أشهر كاملة وتجدهم لا يخرجون بحلول جذرية وتنظيم جيد لها ولأبنائهم ..... فالقلة القليلة يدرك الوقت ويستغله والبعض لا ينفذ أي شيء ولا يستثمر هذا الوقت الفارغ وخسارة الطاقات التي تهدر من أبنائهم بدون حلول وفائدة.
نجد أن حكومتنا الرشيدة قد أولت الأهمية البالغة لأبنائنا بالتنسيق مع وزارة التعليم مشكورين بتجهيز أندية الأحياء وتجهيز عدة برامج ليستغل أبنائنا إجازة ممتعة مع البرامج التي تقام بالأندية .. وأيضاً الفعاليات واللقاءات التي تعد بالتنسيق مع الجهات المختصة بأغلب الحدائق والأماكن المخصصة .
فإن مشاركة الطفل بالبرامج الترفيهية والحركية والتعليمية تساعد عقله على التفكير وتوسع مداركه وخياله ويستغل طاقاته وامكانياته بما هو مفيد وجميل لنفسه وأسرته ومجتمعه بعيد عن استنزاف طاقاته بالضرر بالأخرين أو بنفسه .
أو ترك الطفل وقت طويل دون تحريك طاقاته فمثله كمثل ماء راكد لم يتحرك من وقت طويل لا هو الذي أستفيد منه ولا هو الذي نضب وانتهى ، فحاجتنا للأبناء كحاجتنا للماء... فحين يتجدد النشاط ويشارك الطفل ببرامج وألعاب وحوارات مع من هم بسنه أو مشاركة الأسرة بالبرامج والألعاب والحوارات الهادفة تدعم عقل الطفل وتجعل منه مفكر وتساعده على الابتعاد عن السلبيات والبرامج الضارة ونقوم بتهيئته لبناء المستقبل .
فيذهب بعض الأسر لتوفير الألعاب الإلكترونية والأجهزة الإلكترونية للأبناء لتوفر له الجو الأسري دون التفكير بما يعرض لهم من ضرر وما يقوم به في عقلية الأطفال دون مراعات للعمر المناسب ، وما يتناسب مع فئته العمرية ... مقابل أن لا يخرج مع زملائه ومشاركتهم الأفكار والحوارات التي لا يعلم الأباء ما ينطوي تحتها من تأثير على أفكار الابن وتغيير للمعتقدات أو المبادئ .
ويرى أن عدم خروجه هو الحل لسلامته من المشاكل الجسدية والعقلية ....وهو لا يعلم أن خوفه هذا قد يدخل على أبناءه أضرار تكاد تكون أكبر من أثار خروجه مع أقرانه ... من خلال لعبة بالبرامج الإلكترونية التي لا يعرف إلى أين تصل إليه ومع من يلعب أو يتابع ... فنرى الطفل يجلس ليل نهار بين الأجهزة وترى الأسرة أنه شيء جيد ما يقوم به الطفل فهو يريحهم من طلب الخروج .
فإن انزوائه بين الألعاب فيه أشد الخطر فإن اختراقه وادمان هذه الأجهزة وتأثيرها على الأبناء أكثر إمكانية ....فهي تخرج طفل منطوي على نفسه فاقد طرق المقاومة والثقة والحوار مع الأخرين لا يعرف يتعامل لا ينتج يعتمد على الأجهزة تفكيره متوقف على لعبة وشراء ما استجد من الألعاب .
في المقابل تجد الطفل الذي يشارك زملائه ويتحاور بالواقع ويحضر المحاضرات والبرامج والألعاب الحركية يستطيع أنتاج أكثر .. لديه قدرة على الحوار وأكثر خيالية وأكثر ابداع ، تجده يثق بنفسه من خلال تعاملاته ومنافساته الشريفة بينه وبين اقرانه وحبه للتقليد.
في الآونة الأخيرة زادت مخاطر الأجهزة وألعاب الأطفال كالحوت الأزرق وما يماثلها من الألعاب الإلكترونية ... لما لها من اختراق لعقل وتفكير الطفل أكثر واستغلال عقلية الطفل من المؤثرات الحسية والنفسية والأصحاب.
وأدى انشغال الأسرة عن أبنائهم وزيادة وقت الفراغ الذي يكون للطفل وضيق الوقت عند الأسرة مشكلة كبيرة فلو أعدت الأسرة جدول بينها وبين أطفالها من بداية الإجازة إلى نهايتها لحصلت على عدة مهارات وأنجز الطفل عدة مهارات وأبدع باستغلال وقته فاللعب الحركي وبددت طاقات الطفل ولانطلق في عالم القراءة ولجعل لها الكثير من الوقت فهي ضرورية لتثقيف الطفل وتوسيع مداركه ومهاراته ، ولا ننسى أن الحوار مع الطفل والنقاش ضروري وحديثه مع أقرانه ومن هم أكبر منه أكثر تأثير على تعليم الطفل وزيادة ثقافته .
فرسالتي للأسرة...
مازال بالوقت بقية استغلوا وقت أبنائكم بما هو مفيد وجميل استغلوا طاقاتهم وامكانياتهم بحلقات قرآن والألعاب الترفيهية والمسابقات بين أقرانه أو أفراد الأسرة لا تضيع أيامهم سدى وعقولهم فارغة فهي الآن بذمتكم إلى أن يكبروا ويدركون أهمية استغلال الوقت لعقولهم ... اجعلوا من طاقاتهم فائدة لمستقبلهم وحياتهم ليس الإجازة بمعنى توقف العقل وتفريغه من العلم وليس مرتبط العلم والتعلم والنجاح بوقت الدراسة فالطفل محتاج مهارات وترفيه وتعلم وإفراز طاقات على مدار الحياة وعلى مدار اليوم والساعة ...اجعلوا من عقولهم ابداع وثروة لمستقبلهم مادياً وعلمياً ...أدركوا ما سيمضي وسيضيع قبل فوات الأوان (الأبناء ثروة قلة من يكتشفها).
- إمام المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة
- متحدث «الأرصاد»: أمطار غزيرة ورياح نشطة على المملكة قبل دخول الشتاء
- تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
- بلدية الخبراء تطرح ثلاث فرص استثمارية
- 5 ضربات ناجحة.. “الزكاة” تتصدَّى لتهريب 313,906 حبوب “كبتاجون” في الحديثة
- خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: لا تنجرفوا بأخلاقكم نحو مادية العصر واجعلوا الاحترام أساس علاقاتكم
- الاتحاد الدنماركي لكرة القدم يدعم استضافة المملكة مونديال 2034
- “تفاصيل الغياب” تبهر الجمهور وتثير الإعجاب في جدة
- تركي آل الشيخ يفوز بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير من MENA Effie Awards 2024
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
المقالات > طاقات أبنائنا تحترق .. أوقفوا استنزافها
بقلم :سلوى الجهني
طاقات أبنائنا تحترق .. أوقفوا استنزافها
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3240363/
التعليقات 2
2 pings
زائر
17/07/2018 في 12:41 م[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)
زائر : الاستاذة ليلى حافظ
17/07/2018 في 12:45 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مقال رائع بما يحتوي مضمونه مفهوم إجازة الابناء و كيفة التصرف معهم و تقديم ما يزيدهم من نشاط و حيوية و الثقة التي أعطيت لهم تزيدهم عطاء و اعتمادا على أنفسهم
مشكور على طرح. هذا الموضوع
(0)
(0)