تشكِّل ظاهرة تفاقم تعاطي المخدرات خطورة قصوى على المجتمعات البشرية كافة لما ينتج عنها من آثار سلبية على الأخلاق والإنتاجية وسلوك الأفراد، ومما لا شك فيه أن هذه الظاهرة وتداعياتها تستوجب تضافر كافة الجهود من أجل إيقاف انتشارها خاصة بين الشباب، وكذلك مشاركة جميع الجهات ذات العلاقة في محاربة هذا الوباء أو السرطان الذي إذا ترك دون رقابة أو إجراءات متابعة لاستشترى مثل النار، وهناك ينبثق الدور المهم الذي تضطلع به الأسرة في تنشئة الأبناء تنشئة صحيحة قائمة على التوجيهات الإسلامية التي تبعد بهم عن مواطن الانحراف والزلل، كما لا ننسى دور المدرسة في التوعية والتربية، وكذلك دور الإعلام والمؤسسات الدينية كافة بمنابرها التي توجه الضمائر والنفوس ضد المخدرات ومشاكلها الصحية والنفسية.
إن ظاهرة المخدرات ظاهرة دولية شديدة التشابك، ويقف من خلفها عصابات هدفها الربح والإثراء على حساب الناس وصحتهم، ولا شك أن وقوع ضحايا جدد يزيد من سرورهم ومن مالهم الباطل.
ومن أهم الخطوات الواجب اتباعها في هذا المجال ضرورة معالجة أولئك الذين ابتلوا بهذا الداء العضال، ومن ذلك ما سبق أن أصدرته وزارة الصحة بسماحها للمستشفيات الخاصة باستقبال الحالات الإسعافية لمرضى الإدمان، وبخاصة الحالات التي يؤدي عدم تقديم العلاج الفوري لها حدوث مضاعفات تضر بالمريض أو الآخرين.
ومن اللافت للنظر ما حددته اللائحة التنفيذية لنظام المؤسسات الصحية الخاصة التي صدرت مؤخرا من شروط يمكن من خلالها للمستشفيات الخاصة أن تقوم بالعلاج الشامل لمرضى الإدمان أو ما يسمى بالفطام من المخدر، ( السحب التدريجي للمدمن ) من الاعتماد على المادة المخدرة، وكذلك استكمال علاج المدمن بما في ذلك التأهيل النفسي والاجتماعي لكي يستمر المدمن في الإقلاع عن المخدر، ولا شك أن ذلك خطوة صحيحة تصب في تلك الجهود التي يقوم بها المخلصون من أبناء هذا الوطن من أجل وقف انتشار داء المخدرات كما إنه من الأهمية بمكان تكثيف التوعية عن المخدرات ومخاطرها وأن تتضافر الجهود بدءاً من الأسرة ومروراً بمؤسسات المجتمع كافة للقضاء على السموم التي تقضي على الحرث والنسل.