بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فإن الأصل في زكاة الفطر أن تخرج من الطعام وقد دلت على ذلك نصوص السنة.
ولكن ما نلاحظه أن كل التوجيهات الدعوية التي تؤكد تنوع إخراج زكاة الفطر من التمر أوالشعير أوالقمح أوالأرز لم تؤخذ من المزكين الذين يصرون ولا زالوا على إخراجها فقط من ( الأرز ).
الأمر الذي تسبب في أزمة كبيرة جداً سواءً عند تجار وموردي الأرز أو المتلقين لهذه الزكاة من المحتاجين أو الجمعيات الأهلية الوسيطة بين المزكين والمحتاجين.
ولم يتطرق أحد قبل ملاحظتي هذه حسب ما أزعم منذ عرفت زكاة الفطر وإلى اليوم للحل الذي يجب أن يكون لمثل هذه المشكلة.
فالمزكي مجبر حين لا يجد أمامه إلا الأرز أن يسارع قبل فوات وقت الزكاة لآداء هذه السنة المؤكدة في وقتها المحدد. ثم يقدمها للمحتاج أو للجمعية الوسيطة وفي نفسه شيء من أنها لن تجد من يحتاجها كون بيوت المحتاجين أثخنت من أكياس الأرز.
ولن تحل هذه المشكلة مالم تفرض الدولة عن طريق الجهات المختصة كالتجارة والبلديات الأصناف الأخرى كالتمور أو الشعير أو القمح أو ما يحدده العلماء من أصناف أطعمة تصلح لزكاة الفطر.
وذلك عن طريق توفير وعرض هذه الأصناف وفي وقت مبكر من العشر الأواخر في رمضان وإعطاء التراخيص للباعة ليقدموها مع الأرز جنباً إلى جنب أمام المزكين، مع بدء حملة إعلامية وإرشادية وتوجيهية للناس لتنويع زكاة الفطر من الأصناف المختلفة المتوفرة بالأسواق بالمقادير التي تناسب زكاة الفطر.
كنت أتمنى وأنا أشاهد ما يحدث أمامي من هدر كبير جداً جداً للأرز دون أن يتحقق منه هدف زكاة الفطر لأن أغلب المحتاجين يأخذ هذا الصنف على مضض وربما جمعه وسارع ببيعه للبقالات ليقتات من قيمته حتى لا يفسد في بيته.وبعض المحتاجات تستلمه من المزكي من جوار بسطة البائع ثم تبيعه على البائع نفسه فوراً.
فمتى نسخر الأبحاث العلمية لحل مثل هذه الإشكالية ؟! لا أدري لكننا وبكل صدق نحتاج مراجعة للكثير من أمورنا حتى للبسيط منها كمشكلة زكاة الفطر من الأرز وهي مشكلة تتعلق بمجالات مختلفة وإن صغرت في نظر البعض.
والله المستعان..
د. نمر السحيمي
٢٩ رمضان ١٤٣٩
التعليقات 1
1 pings
زائر
14/06/2018 في 5:10 ص[3] رابط التعليق
احسنت يا دكتورنا الفاضل
(0)
(0)