إستهلال:
قصور بالغ وغفلة جاثمة ممن يتجاهلون ما جاءت به شريعتنا الإسلامية السمحاء في موضوع المساواة والكرامة الإنسانية، إذ يُعتبران من أهم مطالب ومبادئ الحياة الكريمة، ومنصوص على هذا في كثير من المواضع الشرعية والاجتماعية والقانونية وغيرها، فانعدام الفروق بين الناس وجعلهم على مستوى واحد وتمتعهم بنفس القيمة والحقوق دون التمييز بينهم ما فُرض علينا، وما وجب لنا السير على هُداه والعمل بمقتضاه.
في العمق:
بقلوب محترقة في نار جعلت الليل نهار، وأقلام خطّت كلمات خرجت عن صمتها لتُظهر الاشمئزاز من فعل خرق سياج الشرع والقانون والعادة، واستشاط غضب العامة، وقدح في نفس بريئة كسرة وحسرة وآهه، وزاد المجتمع نكبات وأرزاء وشكاية، وعقول ترفض هذه العاهه نؤكد أن للفعل صاحب ذوو طبع عوج وخُلق تخلى من النبل والحُسن، لأن لا مبرر لهذا بشروط وبنود تُلزم الإيذاء وتحصره في قدر لا يستقيم عليه جزاء.
ولأن مفأجاة المكروه أكثر إيلاماً فلا يحق لكم (طيران اديل) أن تطلبوا بعد ذلك ترميماً وأصلاحاً، فلا يرأب المصدوع ولا يُصلح المخدوش أعتذار أصبح أسير آلية وتكرار، فما حدث لم يكن مفرد، وما هو إلا مثلاً غير مستفرد.
فأيّ قلب بكراً هذا، وأيّ معنى لاحاسيس تنبثق منه، وأيّ عذر هذا الذي سيصلح ما حدث، وأيّ تعويض قُصد ؟!
خلاصة
أن الحديث عن حقوق ذوي الإعاقة إمتداد وجزء من الحديث عن حقوق الإنسان التي فرضها الإسلام للبشرية في كل صورها الصاعدة والهابطة، السوية والمعاقة، الصحيحة والفاسدة، وعليه لا وجود ولا إيمان بفروق تمنع المعاق من ممارسة حياته بشكلها الطبيعي.