كثير من الخلافات التي تنشأ هنا وهناك وربما تفاقم الأمر فيها وزادت حدتها كثير منها سببه إختلاف في رأي إما لم يفهم الآخر موقفه جيدا أو هناك ( تشنجات ) في المواقف .
تتشنج وتتوتر حواراتنا بفعلنا أنفسنا .. فنتظاهر بقبول الرأي الآخر وسرعان ما ينقلب الحوار في الواقع إلى أصوات مزعجة ونظرات حادة ونهايات تحمل النفوس منها ما يضر بالطرفين .. وإن دار الحوار بين أقارب كالزوجين أو إخوة ربما زاد الأمر سوءا وتفاقم إلى أبعد من ذلك .
الموقف أو الموضوع الذي دار حوله الحوار لا يحتمل كل هذا بل ربما لا يجيد المتحاورون فهمه وتفاصيله .. لكن واقع الناس اليوم يجعل الجميع يدخل في جميع الحوارات والمواضيع دون حذر من النهايات المفترضة ..
ومما يقع فيه الكثير من أخطاء الحوار تضمين الكلام بشيء من الإنتقاص من الطرف الآخر .. مما يعني عدم تقبل الرأي الآخر فدائما تتكرر في الحوارات ( حاول أن تفهم جيدا ) ( اجعل نظرتك أوسع ) ( لا تعش في عقل منغلق ) ( أرع سمعك جيدا ) ( وسع مداركك .. ) ثم بعد أن يتلفظ بهذا يبدي رأيه ...
وهذا يعني أنك لا تفهم ونظرتك محدوده ومداركك قصيرة ونظرتك قاصرة .. بمعنى أنه هاجم من يحاوره قبل أن يسمعه رأيه .. وهنا كارثة من كوارث فن الحوار ..
يذكر أن من يبدأ بمثل هذا كأنه طلب من الطرف الآخر عدم قبول رأيه لأن العقل يغلق أبوابه عن تقبل أي شي ممن هاجمه بشراسة .. ومن هنا تنطلق شرارة تحول الحوار إلى خلاف وتتسع دائرة النقاش فيبتعد كل منهما عن الآخر وتتشتت الأذهان ويعوم الخلاف في بحر يصعب التقارب فيه ..
من أسس الحوار :
إحترام المتحاورين لحوارهم ولجميع الأطراف المشاركة فيه .
الرد على ذات الفكرة المتحاور حولها دون التوسع في الأفكار وإيجاد نقاط حوارية أخرى .
الإستماع للطرف الآخر وإن كان رأيه بسيطا ..
عدم التقليل من الأطراف المتحاورة أو المذكورة في الحديث .
وأخيرا
الحوار إن كان للحوار فلن ينتهي أما إن كان للبحث عن حقيقة غائبة فنهايته وجودها وإثباتها ..