صرح المتحدث الرسمي للهلال الاحمر بالباحة عماد بن منسي الزهراني بأنه ينعم الكثير في شهر رمضان المبارك بالإفطار مع أسرهم وبين أطفالهم مجتمعين حول مائدة تضمهم مع أهاليهم وذويهم في أيام مفعمة بالروحانية، ولكن هناك أشخاص تحتم عليهم أعمالهم تجنيد أنفسهم لخدمة الغير والحرص على سلامتهم وإغاثة الملهوف والمحتاج وتقديم الخدمة في الأوقات الحرجة مساهمة في تخفيف معاناة أو إنقاذ حياة مصاب أو غيره، ومن هؤلاء رجال الهلال الأحمر الذين يرفضون الراحة ويفضلون إسعاف المحتاج وتقديم الخدمة في أوقات ينعم فيها غيرهم بالإفطار مع أهله وأسرته.
” أضواء الوطن ” قامت بزيارة مراكز الهلال الأحمر في الباحة وتواجدت في مقر عملهم أثناء الافطار فكان لنا هذا التحقيق. عندما انطلق صوت المؤذن لصلاة المغرب إيذاناً بالافطار التفّ المسعفون المتواجدون على رأس العمل وقتئذ حول سفرة من الطعام في جو أسري، ولكن من نوع آخر، فهذه السفرة جعلت منهم أسرة تربطهم الألفة والمحبة والزمالة وبدأ الجميع بتناول الطعام وفي نفس الوقت فهم متأهبون للانطلاق عندما يرد بلاغ عن حالة تستدعي حضور الاسعاف تحقيقاً لوفاء العمل وصدق النية التي يتحلى بها المسعف.
في البداية تحدث مدير مركز الهلال الأحمر بمحافظة قلوة احمد مجهول قائلاً : إننا كمسعفين لا نتأثر بأي متغيرات بل على العكس في شهر رمضان المبارك ننشط أكثر لأن عملنا يعد عملاً إنسانياً وخيراً نؤجر عليه في الشهر الكريم الذي تضاعف فيه الأجر ، وعن أوقات الذروة في العمل يقول ان العمل يختلف في شهر رمضان عن بقية الأشهر، حيث تشهد فترة الليل حوادث أكثر، وأكثر الفترات التي نستقبل فيها بلاغات هي فترة ما قبل وقت الافطار نتيجة السرعة التي يقود بها الناس سياراتهم محاولة منهم للوصول قبل الأذان متناسين أن ذلك يعرضهم والآخرين للخطر، ولو نظرنا إلى الوقت تحديداً قبل نصف ساعة من الافطار يبدأ تزايد الحالات ويتصاعد تدريجياً إلى حين بلوغ ساعات الفجر الأولى مع وقت الإمساك، ورغم ذلك فجميع الزملاء هنا قد تعود على آلية عمل ثابتة لمواجهة ذلك .
ويقول مدير مركز الهلال الاحمر بمحافظة بلجرشي احمد شرقي انه لا يشعر في تغيير بالعمل خلال هذا الشهر فطبيعة عمل المسعف تحتاج إلى حرص والتزام شديدين وعمل دقيق طوال الوقت، ولكن ما يتغير علينا في شهر رمضان هو ما يحدث على صعيد التقارب مع الزملاء، حيث أصبح لنا طابع خاص في هذا الشهر يسوده المودة والتآلف وتزداد روح التعاون بشكل أكبر مع الزملاء المسعفين لذلك فالجميع يحرصون على التواجد وقت الافطار كلهم متأهبين للعمل .
أما المسعف سعيد احمد العويفي فيقول انه بغض النظر عن الضغوطات التي تواجهنا فعملنا ممتع كونه يخدم الإنسانية، وخصوصاً في شهر رمضان المبارك ، أما من ناحية الحوادث فأغلب الحوادث التي نواجهها قبل الافطار حوادث السيارات التي يكون بعضها حوادث شنيعة ومروعة ونحن نتعامل معها بتفان واخلاص وعندها نحس بطعم العمل الإنساني. أما المسعف صالح عبدالله الغامدي فيشير إلى أن الحالات التي تكون بعد فترة الافطار تختلف مثل الربو وأمراض الضغط والسكر وغير ذلك من الحالات المرضية.
بينما يقول مدير مركز الهلال الاحمر بمحافظة المندق عبدالخالق احمد الزهراني ان ما يواجهنا في بعض الأيام في الشهر الكريم لا يتسنى لنا تناول وجبة الافطار مع الزملاء إلا في وقت متأخر .
ويشاطره مدير مركز الهلال الاحمر بالاطاولة ميمون الزهراني الرأي فيقول ان التأخر نصف ساعة يعتبر وقتاً طبيعياً مقارنة بالعمل والمجهودات التي يبذلها المسعف ووقت اسعاف الحالات ينسى المسعف كل ما حوله ويتفرغ لمساعدة وإنقاذ الحالة .
ويعود الحديث لمدير مركز الحجرة خاتم الزهراني الذي أضاف أن عملنا في شهر رمضان لا يختلف كثيراً عن الأيام العادية، لكننا نعاني من بعض الحالات التي تحصل قبل الفطور نتيجة السرعة وبعض الحوادث المرورية مما قد يتسبب في حوادث لا تحمد عقباها، ويضيف عندما يخرج المسعف إلى حالة ويعود منها إلى المركز يتوقع انه لن يقف بل في أحيان كثيرة يأتي طلب بالاتجاه إلى موقع آخر بالقرب من الموقع الذي انتهى منه، ولكن رغم كل المتاعب فالعمل رائع ويسير إلى الأفضل بتكاتف الجميع .