نشاهد اليوم الكثير من المشاكل و الأزمات في جميع أقطار المعمورة ، والغريب في هذه المشاكل أنها تحمل طابعالموروث ،فهي ذات جذور ضاربة فالقِدم ، منبعها فكرة .. فكل مجموعة تؤمنبفكر تحاول بكل ما أوتيت من قوة بأن تحول دون سقوطه أمام الأفكار المنافسةأو المخالفة له
يثير هذا الصراع الفكري تسائل في ذهني :أيمكن القضاء على الفكره بحد السيف !؟
ولكي أجيب أحتاج إلى أن أفهم ماهي الفكرة !! وبعد التفكر والتحليل كونه تصوراً بسيطً أفضى بي إلى :
أن الفكرة ماهي إلا عبارة عن كائن حي غير مرئي مسكنه الروح ،يولد هذا الكائن صغيراً ضعيفاً يرهقه المرض ،مثله مثل أي كائن لا يكبر إلا بالغذاء وغذائه أنصاره ، وبحجم أنصاره تكون عائلته ، وكلما زادو إزداد قوةً ومناعة
وهذه الأسر "أي" :الأفكار ومناصريها ، يوجد بها الحكيم والطائش والمتعصب مما يجعل الأمور كما نراها اليوم بين شدٍ وجذب ،فتارةً يسيطر الحكماء وتارةً أخرى يفسد الطائشون كل شيء ويثور المتعصبين كالبركان الذي يصعب إخماده
ومن هنا نعرف دور كل مجموعة داخل العائلة الواحدة ودرجة معرفتها بالكائن الحي الذي داخلها ،فالطائشون من كل عائلة هم من يثيرون المشاكل بين الأسر الفكرية وفي الغالب لا يكونون على معرفة كاملة بالفكرة التي ينتمون إليها ،ولكنهم يحبون إثارة المشاكل
أما المتعصبون للأفكار هم أجهل أفراد الأسره بها ودائماً ما يستغلهم الطائشون لكونهم يصدقون كل ما يقال لهم وينفذون بكل إيمان بما يفعلون هكذا يكونون فالغالب
ولعل الحكماء هم من يؤخرون وقوع الصراع بين الأفكار وهذا لا يعني أنهم لا ينتمون لعائلتهم الفكرية ،ولكنهم يعتقدون بأن هناك طرق أخرى لنشر الفكر غير طريق القوة ،وهم أكثر أفراد العائلة حبا وإخلاص للأب الذهني الذي بداخلهم
هنا أعود لتساؤلي هل يفيد اللجوء إلى القوة لكبح الأفكار
فالحقيقة لم أجد إجابة مقنعة ولكن (اختيار القوة) يعني إبادة كافة الأسرة المنتمية للفكر الواحد ، فإن لم يكن كذلك فهذه المجموعة المضطهده سوف تعود أقوى مما كانت عليه ، لأن الاضطهاد يزيد من إيمان المضطهد بفكره فيصبر ليعود أقوى
وهذا يعني أن القوة وحدها ليست كافية للقضاء على الفكر مالم يكن هناك فكر مضاد أكثر إلهاماً وجاذبية تستطيع من خلاله كسب أنصار تلك الفكره التي تحاربها ،هذا كل ما أستطاع عقلي الإجابة عليه .
التعليقات 1
1 pings
زائر
20/05/2018 في 4:08 ص[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)