واقع مرير يقطع نياط القلب عشته خلال ساعات لم أحتمل المشهد الذي رأيته ، وبادرت في إغلاق تلك النافذة سريعاً والتي اطليت من خلالها على بعض غرف أحد المصحات المتخصصة في علاج مُتعاطي المخدرات.
هالني وأرعبني المشهد الذي وقعت عيني عليه ، وعصف في قلبي الحزن على حال أصحابه.
على الاتجاه المعاكس استوطنني الحنق والغل السحيق على كل من كان له خيط من الخيوط التي أوصلت هؤلاء إلى ماهم عليه من سوء.
فقد شاهدت شبه هياكل عظمية داخلها أرواح تئن تحت وطأت الألم جراء سموم مايسمى ( الكبتاجون ) وما شابهه من المخدرات.
تماسكت من هول الرعب قليلاً وسألت البعض منهم عن سبب هذا الصراخ والتشنجات التي تعصف بهم ، فأجابني أحدهم بصعوبة وكأنه تحت وطأت مس من الجن ، اشعر وكأن غليظ قلب يطوف بين شراييني واوردتي بغصن شوك يجره صعوداً ونزول!
لم أشعر بأنه يبالغ في الوصف من هول ما أصم آذاني من صراخ البعض منهم وعويلهم من شدة الألم !
بالفعل لحظتها أستوطنني الحنق والحقد وغلا في رأسي الدم غيضاً على من يروج لهذه السموم ، فتمنيت أن لي سبيل أو آوي إلى ركنٍ شديد فأذيقه يوماً من العذاب والألم الذي يتجرعه ضحاياه.
فقد تيقنت انه مسخ تجرد من إنسانيته وانعدم خوف الله من قلبه فتحول إلى وحش مصاص دماء حُرم سفكها بغير حق ، مُتاجراً بأرواح البشر بالباطل ، وأقل مايستحقه من عقاب هو ماسنه الشرع وأيدته الدولة - حفظها الله - بقتله كفاً لشره وقطعاً لدابره.
مايعمق الجرح ويكسر الخاطر بدون جبر ويحز في النفس دون رفق ، أن غالبية من يتعاطى هذا المخدر اللعين هم من الطبقة الفقيرة من الشعب ومن يقبعون في دهاليز الجهل المظلم !
فمروج المخدرات يقتات على دمائهم وصحتهم وفوق هذا وذاك على دخولهم الزهيد إن وجدت ويغتصب قوت أبنائهم و أسرهم قاذفاً بهم في أسافل جحيم العوز والحاجة !
أنه شخص لئيم أخذ بمجامع الخسة والدنائة وانعدمت لديه المرؤة ، ومات داخل نفسه الضمير الإنساني في أبسط صورة !
فهو عدواً لكل خير صديقاً لكل شر يستوجب إعلان الحرب عليه ونبذه من المجتمع.
فإلى كل من عوفي من هذا الداء كن على حذر من هذا الطريق المظلم وإن كان لك صديقاً أو قريباً أو حتى أخاً يشاركك الدين والوطن ممن ابتلي بهذه الأفة اللعينة وتود له الخير ، فقله بحزم " إن لم تنتهي فسأبلغ عنك " وان لم يرتدع فلا تتردد عن الإبلاغ عنه شفقةً ورحمة به وبأسرته ، فسوف يعالج بسرية دون أن يُمس بسوء ، قبل أن تراه يوماً ما في حال يفضل فيها الموت على تلك الحياة البائسة ، وتشعر أنت بالذنب حيث كان بإمكانك إنقاذه ولم تفعل.
دمتم بود.
بقلم: محمد بن جهز العوفي
التعليقات 15
15 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
13/05/2018 في 2:37 م[3] رابط التعليق
كلام منتهى الروعه إختيار هذا الموضوع في الصميم تسلم ياأبو احمد
مشكور على هذا المقال
(0)
(0)
ندا الذكري
13/05/2018 في 3:44 م[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)
محمد بن جهز العوفي..
13/05/2018 في 4:05 م[3] رابط التعليق
العفو اخي الزائر اللطيف ..
الاروع مروركم وان ينال اعجابكم ..
(0)
(0)
زائر
13/05/2018 في 10:10 م[3] رابط التعليق
اختيار موفق للموضوع
وطرح جيد
(0)
(0)
محمد بن جهز العوفي..
14/05/2018 في 9:49 ص[3] رابط التعليق
اسعدني مرورك
(0)
(0)
عبدالعزيز
14/05/2018 في 3:10 ص[3] رابط التعليق
سلمت أناملك اخي ابواحمد على هالمقال الذي يحمل تحت طياته العديد من المواعظ والتوعيه نشكرك جزيل الشكر
اخوك/عبدالعزيز خلف السهلي العوفي
(0)
(0)
زائر
14/05/2018 في 6:47 ص[3] رابط التعليق
الله يعافيمم ابتلاء بخا ويجازي المتسبب بالدنيا والاخره
ولاحول ولا قوةالا بالله
(0)
(0)
زائر
14/05/2018 في 6:47 ص[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)
زائرابوفارس
14/05/2018 في 6:53 ص[3] رابط التعليق
ياكثر ماتجري مصايب على الناس
ولي يهين النفس شياً طفاسي
(0)
(0)
محمد بن جهز العوفي..
14/05/2018 في 3:11 م[3] رابط التعليق
أسعدني مرور الجميع وفقكم الله وسددكم .
تحياتي لكم بلا حدود ..
(0)
(0)
حمود ضيف الله العوفي
14/05/2018 في 11:24 م[3] رابط التعليق
أجدت وأفدت ونصحت..كلام ينبض من القلب عسى أن يصل إلى كل قلب..
-اختيار موفق من كاتب يحرص على نفع المسلمين وخدمة الوطن..
نسأل الله أن يعافينا من هذه السموم وأن يعافي ويهدي المبتلين بها..
(0)
(0)
محمد بن جهز العوفي..
15/05/2018 في 2:48 ص[3] رابط التعليق
اللهم أمين ..
اسعدني مروركم يا شيخ حمود .. نفع الله بكم وعلى الخير سدد خطاكم ..
فأنتم نبراس يحتذا به ومشكاة يستضاء به ..
(0)
(0)
سعد عبدالهادي العوفي
07/02/2019 في 11:24 م[3] رابط التعليق
مقال جيد ماشاء الله مليء بالكلمات المفيده المعبره
(0)
(0)
خالد السحيمي
22/11/2019 في 11:22 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل جداُ ومفيد خاصة في وقتنا الحالي
(0)
(0)
ناصر الرويثي
22/11/2019 في 12:57 م[3] رابط التعليق
مقال رائع لاامس جرحا كبيرا يستنزف شباب الوطن وقوته، كعاادة كاتبنا بالابداع ،،
اخي ابا احمد ارئ ان اكبر واهم واول ثغره تتسبب بهذه المئاسي وتوقع الشباب بهذه الافه هي الاختبارات بالمرحلة الثانوية والجامعيه بوضعها الحالي واتمنئ ان تتم معالجة امرها وتغيير طريقتها وان تكون في الايام الدراسيه العاديه تلافيا للخروج المبكر والسهر المتواصل للطلبه والطالبات .
(0)
(0)