إن من طبيعة النفس البشرية انها بحاجة إلى من يحفز مكامن الصلاح فيها، فبقدر مايجد الإنسان من يحثه على الخير ومقتضياته ، ويستثير همته نحو سبله ومسبباته ، يكون إقباله على فعل الخيرات وعمل الصالحات ، فالعامل للصالحات في ربح دائم ، وكسب مستمر ، ذلك أن ثواب العمل الصالح وبركته يناله الإنسان في الدنيا وفي الآخرة ، ففي الدنيا يجعل المؤمن يعيش مطمئن القلب ، هادئ النفس ، قرير العين، قال تعالى ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ).
أما في الآخرة فما عند الله خير وابقى من فضل أكبر وكرم أوسع قال تعلى ( وللآخرة خير لك من الأولى).
إن الاعمال الصالحة تنتظم فيها كل أعمال القلوب والجوارح من الأعمال والأقوال والمقاصد ، فكيف بالصلاة والزكاة والصيام والحج وبر الوالدين والإحسان إلى الناس ،. فكل عمل صغر أم كبر لك فيه أجر ، جاء في الحديث : في كل ذي كبد رطبة أجر.
قد يرى الإنسان عملا في نظره يراه صغير ا ، ولكن عند الله له أكر عظيم ، كما في قصة الرجل الذي دخل الجنة بسبب إحسانه إلى كلب ، فرحمه الله بذلك ، وفي مقابل ذلك أن امرأة دخلت النار بسب هرة لم تطعمها ولم تطلقها تأكل حشائش الأرض ، بل حبستها ، فعذبها الله تعالى .
العاقل من سعى لما ينفعه في الدنيا ولما يلقاه في الآخرة ، لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ).
هيفاء بنت فواز بن سعود آل سعود