أدت الحرب الأهلية في سوريا، التي بدأت في مارس / آذار 2011، إلى نزوح أكثر من 7 ملايين سوري إلى البلدان المجاورة، حيث يعيش 3 ملايين منهم في تركيا في أصعب الظروف الإنسانية.
لا توجد تفاصيل محددة حول عدد الأطفال السوريين اللاجئين في تركيا، لكن بعض التفاصيل تؤكد وجود أكثر من 830000 طفل سوري في تركيا. يواجه هؤلاء الأطفال عدة أزمات مثل الفقر الاقتصادي والتشرد وعدم الوصول إلى المدارس.
يُجبر العديد من الأطفال السوريين على العمل كعمال في تركيا بسبب الفقر. وتقول مصادر محلية لحقوق الإنسان إن أكثر من 195 ألف طفل سوري دون سن الرابعة عشرة يعملون كعمال لمدة 10 إلى 12 ساعة في اليوم.
ترفض العديد من العائلات السورية البقاء في مخيمات اللاجئين في تركيا لأن الوضع في المخيمات غير مؤاتٍ وليس مكانًا مناسبًا للحياة. قال لاجئ سوري في مقابلة مع منظمة سلام بلا حدود العالمية “فرت أنا وعائلتي من سوريا بسبب الحرب، لكننا لا نستطيع البقاء في المخيم لأن الوضع الإنساني في المخيمات يشبه مناطق النزاع في سوريا، لذا لا يمكننا العيش هناك. قررنا العيش في اسطنبول الآن، رغم “الأزمة المالية الموجودة”.
حسن، طفل سوري يبلغ من العمر 12 عاماً، قال إن والده قد قُتل في الحرب الأهلية في سوريا وأن مدينتهما تعرضت للهجوم والتدمير. هربوا إلى تركيا وبدأء العمل كعامل منذ وصوله إلى اسطنبول بهدف مساعدة عائلته الهاربة من الحرب.
لذلك، تدعو منظمة سلام بلا حدود العالمية المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأوروبي وتركيا، إلى الوقوف من أجل إنهاء أزمة عمالة الأطفال السوريين في تركيا من خلال توفير الدعم المالي للعائلات ومساعدة الأطفال على الذهاب إلى المدارس في لغتهم الأم بدلاً من لغات أخرى.
تود منظمة السلام العالمي بلا حدود أن تضيف أن “عمالة الأطفال تشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية وقد ثبت أنها تعرقل نمو الأطفال ، مما قد يؤدي إلى ضرر جسدي أو نفسي مدى الحياة”.
بالإضافة إلى ذلك، حثت منظمة سلام بلا حدود العالمية السلطات التركية والاتحاد الأوروبي على إنهاء أزمة عمالة الأطفال التي تهدد مستقبل الأطفال السوريين من خلال دعم الاستقرار النفسي للأطفال بعد انهاء المعاناة من الحرب – تقديم المساعدة المالية – توفير وسائل الحياة الأساسية – وعدم اجبار اللاجئون على العيش في مخيمات التي لا توجد لديها إمكانية للحياة ودعم الأيتام وعائلاتهم بسبب الحرب والدمار في سوريا.