من منا لم يخطئ في حياته سواءً كان بينه وبين ربه تعالى، أو بينه بين عباده؟
لايوجد أحد معصوم من الخطأ ، فليست المشكلة في الخطأ نفسه بل في آليات التعامل مع هذا الخطأ ، فهناك من يخطئ ويوجد لنفسه المبررات المختلفة، وهناك من يعترف بخطئه ويصححه ويستفيد منه في حياته.
كم من فسادٍ في المجتمعات نتيجة التمادي والإصرار على الخطأ؟
بدأ الفساد من الأسرة إلى المجتمع ، فالزوج لايعترف بخطئه أمام زوجته ، ولا الزوجة أمام زوجها ، وكذلك الأولاد.
فالمجتمع تضرر كثيراً بسوء التمادي على الخطأ ، الإدارات فسدت بتقصير أهلها وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
فعندما ترى من يقدم مبررات متكررة على صنعه للخطأ ، فاعلم أنه شخصٌ ضعيف الشخصية ، يبحث عن أعذار وأوهام ليقدمها ليخفي خلفها أخطاءه، ويدرأ بها عيبه ، فيستمر في خطئه الذي بدأه ، فهو بذلك قد أضر نفسه قبل أن يضر غيره ، وأساء إلى نفسه قبل أن يسئ إلى غيره.
فمما يعزز عدم العودة إلى الصواب مرض الكبر ، ذلك المرض الذي استولى على شخصية الإنسان أراه بأن كل ما يعمله هو الصواب ، وأنه أفصل من في الوجود.
فإذا كان أب البشر آدم عليه السلام أخطأ أمام الخالق سبحانه وتعالى وقدم الاعتذار بعد ما وسوس الشيطان له وزوجته أمنا حواء ، لم يستكبرا ، أليس هذا درس من الدروس التربوية للاعتراف بالخطأ والعودة إلى الصواب؟
إن الإستفادة من أخطاء الماضي هي الحكمة من دراسة التاريخ ، وإلا فلا داعي منها إن كانت الأخطاء ستتكرر ، ويستمر المخطئ على خطئه.
إن القدرة على التنبه للخطأ يحتاج إلى فن ومهارة ، بل الأفضل ليس في اكتشافه فحسب ، وإنما العمل الفوري على معالجته.
فمن الخصال الحميدة التي تظهر شجاعة الإنسان ، وتعطيه ثقة واحتراما لدى الآخرين ، فهو يكون قدوة لغيره في بناء المجتمع السليم القائم على أسس الإحترام المتبادل.
فالاعتذار من شيم الكبار ، وسمة من سمات المصلحين ، ويزيد الألفة والمحبة والتقارب.
بقلم / هيفاء بنت فواز بن سعود آل سعود