عندما يعطي الموظف وثيقة الخروج من العمل فسيُحال كئيبا إلى أرفف الحياة الهامشية يتجرّع وضعا مريراً يعيشه خارجاً من الحسابات حتى أصبح التقاعد بمثابة العقوبة لا المكافأة لما يجده من التجاهل حتى أضحى بمثابة السلعة البالية التي انتهى تاريخ صلاحيتها بل أنه أصبح كأنه عالة على مجتمعه رغم أن التقاعد ليس نهاية المطاف بل هو تجدد في البذل والعطاء والانتماء والولاء ..
لا شك ان هذه سنة الحياه ، يترجل جيل ويعقبه أخر ليحمل مهمة سلفه، ولكن أليس من حق المتقاعد ان يعيش حياة كريمةً هانئة، وان يُمنح بعض الميزات الخاصة من مؤسسات الوطن على حداً سوا الحكومية منها والاهلية خصوصاً وان راتبه التقاعدي مُثبت بقية عمره ومصادر بعد موته؟
لا أسرد بعض ما سأطرحه من نسج الخيال ، فبحكم عملي أُواجه الكثير من المتقاعدين عموماً وبالأخص منهم العسكريين والتي كانت رواتبهم تتجاوز العشرة الاف ريال ، وبعد التقاعد يهوي بقدرة قادر إلى مستويات الثلاثة آلاف ريال أو مادون ذلك بعد نزع البدلات و و و ! مما يعرضه لنكسة نفسية مؤلمة جداً قد تلحق به وأسرته الضرر البالغ.
من هذا المنبر اتسأل كيف لهذا المتقاعد ان يعيش الحياة الكريمة بقية عمره المتهالك في ظل هذه المتغيرات والمتقلبات العمرية و غلاء الاسعار المتزايد تصاعدياً بلا حسيباً أو رقيب !
أيعقل أن ثلاثة آلاف ريال أو اربعة أو حتى خمسة آلاف ريال كفيلة بان تغطي ثمن فواتيره الاستهلاكية قصراً من كهرباء وهاتف وماء وإيجار منزل أو اقساط بنك عقاري ان كان سعيد حظ في الحصول على سكن ملك ؟
هذا الموضوع أرجو وأتمنى كغيري أن ينال العناية اللائقة به من كل صاحب صلاحية، ومسؤول مشارك في صنع القرار ، وان يرفق بهذا المواطن الذي أُخترع له مسمى ( متقاعد ) !
لا أعلم من أين وكيف أشتق هذا الاسم وكأن اللغة العربية عقيمة ليعتصر من صلبها هذا المسمى الكئيب ( مت قاعد ) والذي يقذف به في وجه المعني به ليرافقه بقية عمره قاصفاً لأبراج هيبته وهاوياً بأنفته في الحضيض ، ثم تتابع في أثره النكبات من كل حدباً وصوب على هذا المتقاعد حتى تضطره إلى طرق ابواب الجمعيات الخيرية والتي كثيراً ماتوصد ابوابها في وجهه الشاحب من غبار السنين ، أو الضمان الاجتماعي والضمان ادهى وأمر والذي أن كان محظوظاً وشمله نظامه ، خُصم عليه مما خصص له مقابل راتبه التقاعدي بعد إذلاله بإحالته لأحد المستشفيات لتقرر مدى عجزه الكلي أو الجزئي أن كان تحت سن الستين ، ثم يتفاجأ في الغالب وبعد هذا التركيع المهين أنه خصص له معاش شهري في حدود ( ٥٠٠ ) ريال أو مافوقها بقليل!
السؤال الذي يراود الجميع ، اين ذهب ماكان يخصم عليه شهرياً من راتبه مقدما لتكون سنداً له في نهاية مطاف عمره الوظيفي والذي لا يصرف له منه سوا الفتات وقد يدركه الموت قبل ان يتحصل عليه أو حتى يستوفيه ؟
رغم الأرباح المليارية لمصلحة المعاشات و التأمينات ، إلا أنهما تنصلتا عن تقديم أي خدمات مميزة لمن بنت ثرواتها على عاتقه !
يقيناً لست الاول ولن اكون الأخير ممن طرق حقوق المتقاعد المهضومة ، ولكن لعل وعسى أن يكون في كثرة طرق الحديد تلييناً له ، خصوصاً ونحن في ظل ملك الحزم خادم الحرمين الشريفين الملك / سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ومهندس الرؤية ولي عهده الأمين والذين نذرا نفسيهما لكل مأمن شأنه حفظ كرامة مواطنيهم وتذليل مايعترضهم من صعوبات أو مكدرات..
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
22/04/2018 في 10:48 م[3] رابط التعليق
مقال متميز من كاتب متميز
(0)
(0)
زائر
23/04/2018 في 6:21 ص[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)
علي القرني
25/05/2019 في 1:27 م[3] رابط التعليق
مقال مميز و هادف و يحمل هموم شريحة كبيره من المجتمع
(0)
(0)
الرحال
25/05/2019 في 8:17 م[3] رابط التعليق
الله يجزاك بلخير فعل معناه ولا يعرفها الا من عاشها
(0)
(0)
أبو غزل
26/05/2019 في 1:14 م[3] رابط التعليق
الله يعطيك العافيه مقال مميز من شخص مميز
(0)
(0)